غوغل تواجه تحقيقاً أوروبياً جديداً وسط خسائر الناشرين

"شركة غوغل"
واجه عملاق التكنولوجيا غوغل "ألفابيت" الأربعاء، تحقيقاً جديداً في أوروبا بشأن طريقة ترتيبه لنتائج وسائل الإعلام الإخبارية في محرك البحث الخاص به.
في هذا الإطار، أفادت جريدة وول ستريت جورنال نقلا عن وكالة بلومبيرغ، أن المفوضية الأوروبية ستفتح تحقيقاً بموجب قانون الأسواق الرقمية، وذلك لفحص مزاعم بأن "غوغل" قد تعمدت خفض ترتيب الناشرين الذين ينشرون محتوى ترويجياً مدفوعاً، مثل المقالات الدعائية.
تأتي هذه الخطوة في ظل تاريخ غوغل الطويل من تحقيقات مكافحة الاحتكار العالمية، والتي بحثت في إساءة استخدام هيمنتها في مجالات البحث، الإعلانات، إضافة إلى أنظمة الهواتف المحمولة. ووفقا لوول ستريت جورنال وبلومبيرغ، يمنح قانون الأسواق الرقمية المنظمين الأوروبيين سلطات واسعة على المنصات المصنفة كحراس البوابات، حيث يفرض عليها قواعد لضمان المعاملة العادلة للمنافسين والشركاء.
أما على صعيد التحقيق، فيرتبط بالتغير الجذري في سلوك البحث بعد إطلاق ميزات ملخصات الأخبار بالذكاء الاصطناعي في مايو/أيار 2024، حيث قد شهدت عمليات البحث المتعلقة بالأخبار ارتفاعاً مذهلاً في "النقرات الصفرية"، التي انتهت بنسبة 69 بالمئة من الاستفسارات دون أن ينقر المستخدم على أي موقع إخباري، مقارنة بنحو 56 بالمئة في العام السابق.
وبحسب ما أفادت به بيانات منصة "سيميلير ويب"، قد أدى هذا التحول إلى تراجع إجمالي الزيارات العضوية لمواقع الأخبار من أكثر من 2.3 مليار زيارة منتصف 2024 إلى أقل من 1.7 مليار زيارة في مايو/أيار 2025، مظهرة في وقت لاحق أن 37 من بين أفضل 50 موقعا إخباريا شهدت انخفاضا في حركة المرور مقارنة بالعام الماضي، بعد إطلاق ميزة الملخصات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتعكس هذه الأرقام التأثير المتزايد للتقنيات الجديدة على سلوك المستخدمين، إذ أصبح الاعتماد على الملخصات المباشرة للوصول إلى الأخبار أكثر شيوعا من النقر على الروابط التقليدية.
ورداً على الاستفسارات المتعلقة بهذه البيانات، أحالت "غوغل" صحيفة "ذا بوست" إلى تصريحاتها الرسمية، حيث وأفاد متحدث باسم الشركة بأن الادعاءات المتعلقة بانخفاض حركة المرور قد تكون "غير دقيقة"، لأنها تعتمد على معلومات تخمينية، بيانات ناقصة، أو أرقام تعود لما قبل إطلاق ميزة الملخصات الذكية.
كما أضاف المتحدث أن التجارب الجديدة للذكاء الاصطناعي في البحث تمنح المستخدمين فرصا أوسع لطرح الأسئلة واستكشاف محتوى جديد.
وفي عالم تزداد فيه هيمنة الذكاء الاصطناعي كنافذة أولى للأخبار، تواجه صناعة الإعلام تحدياً جديداً يتعلق بكيفية المحافظة على الحضور، إضافة إلى التأثير بعد ظهور أدوات تلخيص المعلومات. في هذا الإطار، أظهرت دراسة "مركز بيو للأبحاث"، أن المنصات الأكثر استشهاداً في كل من الملخصات الذكية ونتائج البحث التقليدية هي ويكيبيديا، يوتيوب، وريديت.
كما تفوقت المواقع الحكومية في نسب الاستشهاد بالملخصات الذكية بنسبة 6 بالمئة على نتائج البحث التقليدية البالغة نسبتها إلى 2 بالمئة ، بينما كانت المواقع الإخبارية متساوية تقريباً عند 5بالمئة في كلتا الحالتين.
في سياق متصل، كشفت الدراسة أن الملخصات الذكية تشكل جزءاً محدوداً، حيث نتج عن نحو 18 بالمئة من جميع عمليات البحث في مارس/آذار 2025 ملخص ذكي، حيث تضمنت الغالبية العظمى من هذه الملخصات نسبة 88 بالمئة من الاستشهاد بثلاثة مصادر أو أكثر.
كما أوضحت النتائج أن عمليات البحث الأطول أو التي تتضمن أسئلة أو جملاً كاملة تزيد من احتمالية توليد ملخصات الذكاء الاصطناعي، إذ نتج عن 60 بالمئة من الاستفسارات التي بدأت بكلمات استفهامية ("من"، "ماذا"، "لماذا") ملخص ذكي.
