Contact Us
Ektisadi.com
تعليم وثقافة

سلامة يطلق من طرابلس “درب المماليك” لإحياء التراث والتعاون الثقافي

وزير الثقافة 13 11 2025

خلال إطلاق فعالية "درب المماليك من القاهرة إلى طرابلس" برعاية وزير الثقافة (eccowatan)

أطلقت مؤسسة طرابلس القديمة فعالية "درب المماليك من القاهرة إلى طرابلس" في احتفال أقيم في خان العسكر في قلب المدينة الأثرية برعاية وزير الثقافة غسان سلامة، وحضور رسمي وثقافي حاشد.

أكد الوزير سلامة في كلمته على متانة العلاقات اللبنانية المصرية، واعتبر أن طرابلس والقاهرة “توأمان مملوكيان” يجمعهما إرث معماري وثقافي فريد. وقال إن طرابلس كانت المدينة المملوكية الثانية بعد القاهرة وتمتعت بالأمان لدرجة أنها لم تحتج إلى سور، مشددًا على أن مسؤولية الدولة اليوم هي الانتقال من الترميم إلى إعادة الحياة إلى الأبنية المرمّمة، من خلال دمجها في عملية التعافي الاقتصادي التي تعمل عليها الحكومة.

وقدّم رئيس بلدية طرابلس عبد الحميد كريمة في ختام كلمته مفتاح المدينة إلى الوزير سلامة، تكريمًا لدعمه للمبادرات الثقافية، مؤكدًا أن البلدية تعتبر نفسها "حارسًا للهوية الثقافية"، وأن المدينة لا تقاس بمساحتها بل بما تحمله من حضارات. وأضاف: "لا نريد للقديم أن يتراجع، بل أن يلهم"، مشددًا على أن إحياء طرابلس القديمة هدف أساسي لتكون "درة ثقافية على ساحل المتوسط".

من جهته، شدد رئيس مبادرة "سيرة القاهرة" عبد العظيم فهمي على عمق الروابط التاريخية بين المدينتين، قائلاً: "جئنا من القاهرة إلى طرابلس كأننا لم نغادرها من قلعة الجبل إلى الجامع المنصوري الكبير"، مؤكدًا أن المدينتين لا تتشابهان في الحجر فقط بل في الروح، وأن إحياء درب المماليك "يعبّد الطريق أمام تعاون ثقافي وتاريخي جديد".

وفي كلمة مؤسسة طرابلس القديمة، أوضحت الدكتورة لبنى مسقاوي أن الفعالية تأتي لتجسّد دربًا من المجد والحضارة الممتدة من القاهرة إلى طرابلس، مؤكدة أن هذا الطريق كان جسرًا حضاريًا نابضًا بالحياة امتزجت عليه التجارة بالعلم، والعمارة بالفكر، والروح بالجمال. وشددت على أن التراث المادي يمثل قيمة مضافة قادرة على تحريك الاقتصاد وإحياء الأحياء القديمة، مشيرة إلى أن التراث ليس عبئًا بل فرصة للتنمية السياحية والثقافية.

تخلل الحفل عرض فيلم وثائقي من إعداد الدكتور منذر حمزة، رئيس جمعية مؤسسة طرابلس القديمة، تناول تاريخ المدينة المملوكية وتراثها العمراني.

وفي الختام، كرّم الوزير سلامة مؤرخ طرابلس الدكتور عمر عبد السلام تدمري والدكتورة راوية مجذوب، وقدم لهما درعين تذكاريين تقديرًا لإسهاماتهما الثقافية والمعرفية.

حضر الفعالية عدد كبير من الشخصيات السياسية والدينية والثقافية، بينهم النواب أشرف ريفي، فيصل كرامي، طه ناجي، جميل عبود، ومفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق إمام، والمفتي الأسبق مالك الشعار، إضافةً إلى محافظ الشمال إيمان الرافعي، ورئيسي بلديتي طرابلس والميناء، ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء، ومدير عام الثقافة علي الصمد، ورؤساء نقابات ومؤسسات وهيئات ثقافية واجتماعية عدة.