Contact Us
Ektisadi.com
إعلام وفنون

تكريم متأخّر لرمز الزمن الجميل صلاح تيزاني... أبو سليم يجسّد مأساة الفنانين

a5b0fce6-beab-4ff9-b2ae-d8b238f8261d
95bc9a33-7648-4296-a26d-ff5ace738d75
6ad14025-5d3a-4cc7-afd7-d04b24e53299
e8a7996c-4601-44a3-9dd4-b36d86ca5637
1 / 4

خلال تكريم الممثل صلاح التيزاني في المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع (زينب عوالي)

"بعد 70 عاماً من العطاء مازلت آخذ أدويتي من الصليب الأحمر"، عبارة تختصر الطريقة التي تُقابل بها الدولة أحد أعرق رموز الفن في لبنان، وأحد أعمدته الذين صنعوا البهجة في ذاكرة الأجيال الممثل صلاح تيزاني (أبو سليم الطبل)

كلمات أبو سليم ليست مجرد وصفٍ لحال شخصي، بل شهادة مؤلمة على واقعٍ يعانيه الفنانون اللبنانيون منذ عقود. فقد تحدّث بأسى عن حال زملائه الذين أفنوا حياتهم في خدمة الفن والإبداع، ثم رحلوا بصمتٍ دون أن يسمع أحد باسمهم، رغم ما قدّموه من أعمال أغنت الهوية الثقافية والوطنية

وبعد 70 عاماً كرًم المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع الفنان الكبير صلاح تيزاني (أبو سليم الطبل) في خلال حفل أقيم في مقر المجلس في مبنى وزارة الإعلام في بيروت، في حضور رئيس المجلس عبدالهادي محفوظ، ممثل نقيب الممثلين أمين سر النقابة المخرج كلوفيس عطالله وشخصيات فنية وإعلامية. وكان قد كُرّم الممثل أبو سليم أمس من قبل رئيس الجمهورية جوزاف عون وقدم له وسام تقدير ومحبة.

وفي كلمة عبدالهادي محفوظ لموقع إقتصادي.كوم أكد على ضرورة إهتمام الدولة بالفنانيين اللبنانيين ودعمهم لأن غالبيتهم يعانون ويعيشون بدون ضمان صحي أو إجتماعي، ولا طبابة، في ظل الوضع الإقتصادي في البلد، وبالتالي على الدولة أن تدعمهم ولا تكتفي فقط بتكريمهم.

وأُهدى الفنان أبو سليم عبر موقع إقتصادي.كوم هذا التكريم إلى أفراد فرقته الذين لم ينالوا حقَّهم في هذه الحياة، سواء بسبب الأجور الزهيدة أو لغياب التقدير والدعم. وأعرب عن إستيائه من إهمال الدولة للفنانين والرياضيين والأدباء والشعراء في السابق وتمنى أن يتغيّر الحال عن ما هو عليه.

كما وجه أبو سليم رسالة للزعماء في لبنان أن يتحلّوا بروح الوطنية الصادقة، قائلاً: «الوطن يحتاج إلى تكتّلٍ وناسٍ مخلصين، يدٌ واحدة، لا إلى من يسعى وراء مصالحه الشخصية، فالوطن يُعمَرُ بأبنائه وبحبّهم لأرضهم».

وحول أهمية هذا الحدث اليوم قال العميد بهاء حلاّل أن جميع الفعاليات التي تحدث اليوم إن كانت إقتصادية، فنية، أو إجتماعية تصب في مرحلة دعم لبنان للنهوض من جديد بعد الضغط الخارجي والداخلي الذي يسيطر على الأجواء. ووصف حلاّل أبو سليم انه حالة نادرة في المجتمع اللبناني سواء فنياً أو إجتماعياً وله مركز أساسي في ذاكرة لبنان، وخطوة تكريمه كانت لفتة جميلة من الأستاذ عبدالهادي ويجب أن يتكرر هذا النوع من الأحداث ليتكرّم الفنانين في حياتهم وليس مماتهم.

عبدالهادي محفوظ

وفي بداية الحفل أكد محفوظ خلال كلمة له أن الفنان أبو سليم يشكّل رمزاً من رموز الذاكرة الوطنية ولبنان الجميل قبل الحرب الأهلية، مشيراً إلى أن مسيرته الفنية الغنية عكست صورة الشعب اللبناني وروحه الأصيلة، رغم ما يعانيه الفنانون من غياب الدعم والرعاية الاجتماعية.

وتطرّق محفوظ إلى التجربة الإصلاحية للرئيس فؤاد شهاب الذي أسس دولة المؤسسات ومبدأ الكفاءة في الإدارة، داعياً إلى استلهام تجربته في بناء الدولة الحديثة. كما أشار إلى دعم اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات لخطاب القسم للرئيس العماد جوزاف عون وخيار التفاوض القائم على تنفيذ القرار الدولي 1701 بالتنسيق مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام.

وشدّد محفوظ على ضرورة تفادي الفتنة الداخلية، مؤكداً أن لبنان يمتلك مقوّمات القوة من ثرواته الغازية وموقعه الجيوسياسي، وداعياً إلى تكريم الفنانين في حياتهم وضمان حقوقهم الأساسية. كما أعلن عن إطلاق منصة شكاوى لمتابعة قضايا الفساد والمافيات وحماية حقوق المواطنين والفنانين.

واختتم محفوظ قائلاً إن لبنان يحتاج إلى استعادة الطبقة الوسطى التي شكّلت دائماً ركيزة التوازن الاجتماعي ومنبع الإبداع والمفكرين.

الفنان صلاح تيزاني

أشار تيزاني إلى أنّ نقابة الممثلين رفعت شكوى إلى الرئيس جوزاف عون بسبب المعاناة مع بعض الوزارات، كاشفاً عن لقائه بالرئيس الذي عبّر له عن إعجابه به منذ الطفولة، وكشف أيضا أنه قال لرئيس الجمهورية أثناء تقليده الوسام: "إن كانت الدولة تريد أن تمنحني وساما بعد وفاتي فلا حاجة لي به، أما الآن، فإن أرادت الدولة أن تكرمني، فلتفعل ذلك وأنا حي، ليعلق الوسام على صدري أمام الناس".

وشكر تيزاني القائمين على تكريمه، مبدياً تأثّره الكبير بحضور الجمهور، قائلاً إنه شعر بحاجة إلى “عكّاز” ليقف أمامهم من شدّة التأثّر. وختم بحرقة: في هذا الوطن، وبعد 70 عاما من العطاء في الفن، ما زال "أبو سليم" يأخذ أدويته من الصليب الأحمر! يا للعار، يا للأسف.

بعد ذلك قدم محفوظ لتيزاني درعا تذكارية، واختتم اللقاء بحفل كوكتيل.