وزير المالية ياسين جابر: المنتدى العربي للمالية العامة خطوة نحو عقد اجتماعي جديد واستدامة اقتصادية

وزير المالية ياسين جابر (الوكالة الوطنية للإعلام)
افتتح وزير المالية ياسين جابر المنتدى العربي للمالية العامة والموازنة في بيت الأمم المتحدة في بيروت، بحضور وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للإسكوا بالإنابة الدكتور مراد وهبة، والمدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوار بيغبيدير، وعدد من المسؤولين والخبراء العرب.
وقال جابر في كلمته الافتتاحية: “يسعدني أن أرحب بكم جميعًا في بيروت، في افتتاح المنتدى العربي للمالية العامة والموازنة، الذي يجمعنا على مدى يومين من الحوار البنّاء وتبادل الخبرات حول سبل تطوير إدارة المال العام وإعداد الموازنات بما يعزز أولوياتنا التنموية الوطنية، ضمن إطار من الانضباط المالي والاستقرار الاقتصادي الكلي”.
وأضاف أن الاجتماع ينعقد في ظرف دقيق تمرّ به المنطقة، حيث تتقاطع التحديات الأمنية والسياسية مع ضغوط مالية واقتصادية متزايدة ومطالب اجتماعية ملحّة. وأشار إلى أن لبنان واجه تبعات حرب إقليمية مدمّرة فاقمت هشاشة اقتصاده ومجتمعه، معتبرًا أن المنطقة لطالما عانت من تقلبات مزمنة أعاقت التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى.
وتابع جابر: “لكن اجتماعنا اليوم في بيروت يحمل بحد ذاته رسالة أمل واضحة: أن منطقتنا قادرة على النهوض من الأزمات نحو عقد اجتماعي جديد يقوم على استعادة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة وقدرتها على إدارة المال العام بعدالة وكفاءة وشفافية”.
وأكد أن التحدي المطروح هو تعزيز مصداقية وفعالية السياسات المالية بوصفها ركيزة الثقة في العمل العام، لافتًا إلى أن التنمية لا تُبنى إلا على إدارة رشيدة للمال العام، وأن الموازنة ليست أداة محاسبية فحسب، بل مرآة لأولويات المجتمع وتجسيد لتطلعاته.
وأشار إلى ضرورة تحقيق توازن بين الحاجات الاجتماعية والاستقرار المالي وضمان استدامة الدين العام، مع تحسين استهداف الإنفاق الاجتماعي وتوجيه الموارد نحو القطاعات الإنتاجية والاستثمار في رأس المال البشري.
ولفت إلى أن الموازنة تقع في صميم العقد الاجتماعي، ما يمنح موضوعات المنتدى أهمية استثنائية، معربًا عن أمله في أن يسهم هذا اللقاء في ترسيخ التعاون العربي وإرساء أسس مالية واقتصادية متينة لبناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
وختم جابر بشكر الإسكوا واليونيسف على دعمهما لهذه المبادرة، وبالتحية لجميع الوفود المشاركة، متمنيًا التوفيق لأعمال المنتدى ودوام الأمن والازدهار للمنطقة العربية.
