رئيس الجمهورية يكرم الفنان صلاح تيزاني “أبو سليم” بوسام الاستحقاق اللبناني الفضي تقديراً لمسيرته الفنية

قلّد رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون الفنان القدير صلاح تيزاني، المعروف باسم أبو سليم، وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذي السعف، تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة وإسهاماته البارزة في المسرح والإذاعة والتلفزيون، ولجهوده المتواصلة في إثراء المشهد الثقافي اللبناني.

وقال الرئيس عون خلال الحفل الرسمي إن التكريم ليس للفنان فحسب، بل يمثل احتفاءً بجيل كامل من الروّاد الذين أسسوا للإعلام والفن في لبنان، وجعلوا من البلاد منارة للثقافة في محيطها العربي. وأضاف أن هؤلاء الفنانون لعبوا دوراً محورياً في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي للمجتمع اللبناني، وقدموا محتوى فنياً يجمع بين التسلية والتثقيف، وتركوا إرثاً غنياً للأجيال القادمة.

من جهته، عبّر أبو سليم عن امتنانه العميق للرئيس عون، مشيراً إلى إخلاصه للوطن منذ أيام قيادته للجيش، معرباً عن أمله في أن يشهد لبنان في عهده عودة إلى أجمل ما كان عليه، مع تعزيز مكانته الثقافية والفنية على المستويين الإقليمي والدولي. وأكد الفنان أن التكريم يعكس تقدير الدولة للفنون والمبدعين الذين ساهموا في صقل هوية لبنان الثقافية.

ويعد صلاح تيزاني من أعمدة المسرح اللبناني، وقد بدأ مسيرته الفنية في منتصف القرن العشرين، ليصبح أحد أبرز وجوه الكوميديا والمسرح الشعبي. اشتهر بأسلوبه الساخر الذي يمزج بين النقد الاجتماعي والفكاهة، وقدّم العديد من الأعمال التي لاقت صدى واسعاً بين الجمهور اللبناني والعربي. ومن أشهر أعماله المسرحية برامج مثل "أبو سليم" التي تناولت الحياة اليومية للمجتمع اللبناني بأسلوب مرح وذكي، ما جعله قريباً من الناس ومرآة للواقع الاجتماعي والسياسي في لبنان.

كما ساهم تيزاني في تطوير المسرح الإذاعي، حيث كانت برامجه تحاكي الحياة الواقعية للمواطن اللبناني، وتتناول مواضيع اجتماعية وسياسية بطريقة كوميدية راقية، ما أكسبه مكانة مميزة بين أجيال عدة من الجمهور. وقد حظي بتقدير واسع من النقاد والمهتمين بالفن المسرحي، الذين اعتبروا أعماله جسراً بين الفن التقليدي والابتكار الفني الحديث.

ويأتي التكريم في سياق حرص الدولة اللبنانية على تكريم رموزها الثقافية والفنية، وإبراز الدور الحيوي للفنون والإعلام في تعزيز الهوية الوطنية، وتوثيق الإرث الفني للأجيال السابقة، خصوصاً في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه لبنان. ويؤكد تكريم أبو سليم أهمية الحفاظ على التراث المسرحي والإبداعي اللبناني، واعتباره جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية للبلاد، بما يلهم الأجيال القادمة للاستمرار في تطوير الفن والمسرح المحلي.