"الميدل إيست" تحتفل بالذكرى الـ80 ويكشف عن خطط لتوسيع دور بيروت كمركز إقليمي للصيانة

محمد الحوت ونواف سلام في احتفال شركة طيران الشرق الأوسط الميدل إيست_11/11/2025 (الوكالة الوطنية للإعلام)
احتفلت شركة طيران الشرق الأوسط الميدل إيست اليوم بالذكرى الثمانين لتأسيسها، مؤكدة على دورها الرمزي في تاريخ لبنان المعاصر ومساهمتها في تعزيز مكانة البلاد في قطاع الطيران.
وألقى رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام كلمة خلال الاحتفال، مشيرًا إلى أن الشركة ليست مجرد مؤسسة اقتصادية ناجحة، بل جزء من ذاكرة لبنان ووجه من وجوه هويته، معبرًا عن تقديره لقدرة اللبنانيين على التحليق عالياً مهما اشتدت العواصف.
وقال سلام إن الشركة، التي تأسست في الأربعينيات، كانت منذ انطلاقتها مرآة للبنان الصغير جغرافيًا والكبير في طموح أبنائه، ورمزًا لروح الريادة التي تصنع الظروف بدل انتظارها. وأوضح أن اختيار اسم "طيران الشرق الأوسط" يعكس طموحًا يتجاوز حدود لبنان، إذ سعت الشركة إلى تمثيل المنطقة بأسرها والحضور على المستوى العالمي.
وتطرق سلام إلى الإرث العائلي المرتبط بالشركة، مستذكراً مساهمة عمه صائب سلام ووالده عبد الله سلام في تأسيس وإدارة الشركة، مؤكدًا أن الميدل إيست جسدت نموذج المؤسسة اللبنانية الحديثة، وجمعت بين روح المغامرة والانفتاح على العالم والخبرة التقنية، لتصبح عنصرًا ثابتًا في هوية اللبنانيين، ترافقهم في السفر والعودة وتجسد معنى الوطن أينما كانوا.
وتناول سلام التحديات التي واجهت الشركة، من تدمير أسطولها في الغارة الإسرائيلية على بيروت عام 1969، مرورًا بالحرب الأهلية والاجتياحات الإسرائيلية، وصولًا إلى الحرب في 2006 والحرب الأخيرة عام 2024، مؤكدًا أن الشركة صمدت واستمرت في عملياتها، مجسدة الصمود والمهنية والمسؤولية. وأشار إلى أن رؤية الحكومة الحالية تتقاطع مع المبادئ التي أرسى عليها مؤسسو الشركة، وتشمل إعادة بناء الدولة على أساس الكفاءة والإنتاج، وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحديث الإدارة، وإنشاء وزارة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وربط لبنان مجددًا بالعالم العربي.
وتوجه سلام بتحية خاصة إلى جميع العاملين في الميدل إيست من طيارين ومضيفين ومهندسين وإداريين داخل لبنان وخارجه، مؤكدًا دورهم في الحفاظ على استمرار الشركة ومكانتها. كما أثنى على قيادات الشركة المتعاقبة، ولا سيما رئيس مجلس إدارتها محمد الحوت، لدوره في قيادة الشركة بثبات خلال أصعب الظروف.
من جهته، أشار محمد الحوت إلى خطط المرحلة المقبلة للشركة، والتي تشمل إعادة دور بيروت كمركز صيانة للطائرات العالمية، ما يتطلب إنشاء منشآت حديثة ومتطورة لمواكبة المعايير الدولية. وأوضح أن المشروع الجديد فلاي بيروت المزمع إطلاقه في 2027 سيمكن الشركة من استلام 6 طائرات جديدة، مما يعزز قدرتها على توسيع شبكة رحلاتها وتحسين خدماتها التشغيلية. ويأتي هذا المشروع في وقت يشهد فيه قطاع الطيران الإقليمي تعافياً متسارعاً بعد التحديات الاقتصادية وجائحة كورونا، مع ازدياد الطلب على السفر الجوي ونمو حركة الشحن والنقل الجوي في الشرق الأوسط. ويشير الخبراء إلى أن الاستثمار في البنية التحتية والصيانة المتقدمة سيتيح للميدل إيست تعزيز موقعها التنافسي في السوق الإقليمي والدولي، ويمثل خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد اللبناني وجعل بيروت مركزاً إقليمياً للطيران والخدمات المرتبطة به.
