الدولار يستعيد بريقه العالمي في الأسواق من جديد

ذكرت وكالة بلومبيرغ اليوم الثلاثاء أن الدولار الأميركي يستعيد مكانته كأحد أكثر الأصول جاذبية في العالم، متحديًا التوقعات السابقة حول ما وُصف بـ"صفقة بيع أميركا"، والتي أثارت تساؤلات بشأن مستقبل العملة الاحتياطية العالمية.
وأوضحت بلومبيرغ أن استراتيجية بسيطة تقوم على الاقتراض بعملات منخفضة العائد مثل الين الياباني أو الفرنك السويسري، ثم الاستثمار بالدولار الأميركي، تبدو في طريقها لتجاوز العوائد المفترضة لأسواق الأسهم الأوروبية والسندات الحكومية الصينية، بعد احتساب تقلبات الأصول.
ويشير ذلك إلى أن الدولار سيحافظ على موقعه المحوري في المحافظ المالية العالمية، رغم المخاوف التي أُثيرت هذا العام حول مستقبله، خصوصًا بعد اضطرابات السوق الناتجة عن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادية. ورغم أن مؤشر الدولار الخاص بـبلومبيرغ تراجع بنحو 7% منذ بداية العام , وهو أسوأ أداء له منذ ثماني سنوات, فإنه تعافى بنسبة 3% منذ أدنى مستوى له في أيلول/سبتمبر، بفضل ما يُعرف بتجارة الكاري ترايد.
ونقلت الوكالة عن يوشوان تانغ، محللة استراتيجية في بنك "جي بي مورغان برايفت"، قولها: "سيعود الدولار ليكون أحد أعلى عملات الكاري من حيث العائد"، مضيفة أن النظرة المستقبلية للدولار تظل قوية سواء من ناحية الاتجاه أو من منظور العوائد.
وشرحت بلومبيرغ أن ارتفاع جاذبية الدولار يعود إلى انخفاض كبير في تقلبات العملة الأميركية، خاصة بعد الإغلاق الحكومي الطويل الذي أدى إلى تهدئة حركة الأسعار في سوق الصرف العالمي البالغ حجمه 9.6 تريليون دولار يوميًا، ما خفّض المخاطر على المستثمرين الأجانب الذين يشترون أصولًا بالدولار دون تحوّط من تقلبات العملة.
كما حذّرت بلومبيرغ من أن استمرار هذا الاتجاه ليس مضمونًا؛ فخفض مفاجئ في أسعار الفائدة الأميركية قصيرة الأجل قد يُضعف جاذبية الكاري ترايد. لكن بعض المحللين، مثل جاكي تانغ من "دويتشه بنك"، يرون أن الدولار سيبقى أصلًا مغريًا طالما أن الأوضاع الاقتصادية والمالية تظل مستقرة.
وفي الوقت ذاته، أشار تقرير بلومبيرغ إلى أن هذه الاستراتيجية تتزامن مع مخاوف من نهاية الطفرة في أسواق الأسهم العالمية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، حيث ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بأكثر من الثلث منذ نيسان/أبريل ، لكن العائد المعدّل حسب المخاطر أصبح سلبيًا، مما يجعل الكاري ترايد خيارًا أكثر أمانًا.
واختتمت بلومبيرغ تقريرها بالقول إن استمرار التضخم الأميركي فوق هدف الاحتياطي الفدرالي البالغ 2%، إلى جانب تباطؤ وتيرة خفض الفائدة المحتمل، قد يدعمان استراتيجيات الكاري ترايد بالدولار حتى عام 2026.
