Contact Us
Ektisadi.com
أدب

حين تتكلم الكتب: عشرة أعمال صنعت ذاكرة العالم

IMG_0674

كتب

لم يكن ميغيل دي ثيربانتس يدرك، حين كتب دون كيخوته في مطلع القرن السابع عشر، أنه سيطلق فارساً يجوب القرون بلا نهاية، يبيع من نسخه أكثر من خمسمئة مليون نسخة وفق إحصاءات موقع BrandVM، ليغدو الكتاب الإسباني الأشهر في التاريخ ومثالاً على الخلود الذي لا يحتاج إلى سيوف، بل إلى كلمات. تلك الصفحات التي تصنع من الوهم بطولة ومن الحلم اقتصاداً خفياً للخيال.

أما حكاية مدينتين لتشارلز ديكنز، فقد زرعت وسط أروقة لندن وباريس فكرة العدالة، فصارت تُتداول اليوم في العالم كله بما يفوق مئتي مليون نسخة بحسب HowStuffWorks. ليس غريباً أن يُصبح نص عن الثورة والتضحية سلعة يتناقلها الناس كما يتناقلون الخبز، لأن الأدب حين يلمس الجرح الجمعي يتحول إلى حاجة.

وفي قلب أوروبا، صنع جون رونالد تولكين عالماً آخر، لا يُقاس بالخرائط، بل بخيال القراء. سيد الخواتم تجاوزت مبيعاته مئة وخمسين مليون نسخة بحسب Accio Business، وأصبحت الرواية التي جمعت بين الميثولوجيا والتجارة، بين الشعر والسلعة، لتُبرهن أن الحكاية الجيدة يمكن أن تكون أغلى من الذهب الذي تبحث عنه شخصياتها.

بينما ترك أنطوان دو سانت-أكزوبيري على كوكب صغير أميراً صغيراً، ليصير الكتاب الذي بيع منه أكثر من مئة وأربعين مليون نسخة حسب MyBookCave. يقرأه الأطفال كقصة طيران والبالغون كمرثية لبراءة ضائعة، وكل نسخة منه كأنها جواز سفر إلى طفولة لم تعد ملك أحد.

وجاءت ج. ك. رولينغ من خلف محطة قطار، لتعيد السحر إلى المكتبات عبر هاري بوتر وحجر الفيلسوف، الذي تجاوزت مبيعاته مئة وعشرين مليون نسخة استناداً إلى بيانات Accio Business. لم تكن رولينغ تكتب للأجيال الجديدة فقط، بل كانت تؤسس لإمبراطورية خيال تُقدَّر أرباحها بمليارات الدولارات، لتُعيد تعريف علاقة القارئ بالأسطورة الحديثة.

أما أجاثا كريستي فقد تركت جريمة بلا قاتل مؤكد في ثم لم يبق أحد، لتبيع من لغزها أكثر من مئة مليون نسخة وفق موقع WordsRated. وكأن القارئ يشتري الحيرة نفسها، يقتني الغموض كسلعة ويجد في الترقب متعة تُعاش على الورق.

ومن الشرق، حمل حلم الغرفة الحمراء لـ تساو شيوتشين الأدب الصيني إلى الأسواق العالمية، إذ تُقدَّر مبيعاته بـ مئة مليون نسخة حسب MyBookCave. حكاية عن انهيار أسرة أرستقراطية تتحول إلى رمز حضاري، دليل على أن الأدب الآسيوي لم يكن يوماً ساكناً بل قادراً على المنافسة في سوق العالمية.

تولكين نفسه يعود مجدداً عبر الهوبيت، الذي تجاوزت مبيعاته مئة مليون نسخة أيضاً بحسب HowStuffWorks. ربما لأن الحنين إلى البدايات يُباع دوماً بسعر مرتفع، فالقارئ لا يكتفي بالعوالم الجديدة، بل يبحث عن أصل المغامرة.

وعند بوابة نارنيا، يفتح سي. إس. لويس خزانة خياله ليبيع منها خمسة وثمانين مليون نسخة وفق WordsRated، مقدّماً للأدب المسيحي والرمزي طريقاً إلى قلوب القراء من دون أن يفقد سحر الطفولة. نارنيا لم تكن مجازاً دينياً فحسب، بل كانت مشروعاً ثقافياً عابراً للأجيال.

وأخيراً، يأتي شيفرة دافنشي لدان براون، الذي حقق ثمانين مليون نسخة مباعة حسب MyBookCave. رواية واحدة جمعت بين الفن والدين والمؤامرة لتتحول إلى ظاهرة تجارية وثقافية، تثبت أن أسرار اللوحات القديمة يمكن أن تُدر أرباحاً حديثة.

من ثيربانتس إلى براون، تتحدث الكتب اللغة نفسها: مزيج من الحلم والربح، من المعنى والقيمة. وما بين الأرقام التي ترصدها مواقع مثل Gitnux عن سوق النشر العالمي، حيث تشكل الروايات ما يقارب 45٪ من السوق وتستأثر النسخ الورقية بحصة تبلغ 77٪ من المبيعات، تتضح الحقيقة القديمة التي لا تبهت:

أنّ البشر، مهما تغيرت وسائلهم، لا يزالون يبتاعون الحكاية كأنها الأوكسجين، وأن الكلمة الجميلة تظلّ أغلى من أي سلعة على الرف.