لبنان يتحدى الضغوط الأميركية والإسرائيلية ويؤكد سيادة الدولة واستقرارها

تشهد الساحة اللبنانية تصاعدًا للضغوط الخارجية على الدولة، في وقت تؤكد فيه الحكومة اللبنانية حرصها على سيادتها واستكمال الإصلاحات ومكافحة الفساد وتعزيز الأمن الداخلي.

في هذا الإطار استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفدًا أميركيًا من وزارة الخزانة ومجلس الأمن القومي برئاسة سيباستيان غوركا، مؤكدًا التزام الحكومة بضبط الحدود وتنظيم حركة الأشخاص والبضائع، وتعزيز سلطة الدولة في الموانئ البحرية والجوية، إضافة إلى جهود مكافحة تبييض الأموال عبر تعزيز الشفافية وتطبيق القوانين الرقابية لإعادة الثقة والالتزام بالمعايير الدولية.

وفي إطار تعزيز الأمن الداخلي، التقى وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الوفد بحضور القائم بأعمال السفارة الأميركية كيث هانيغان، حيث جرى بحث سبل التعاون في المجالات الأمنية ومكافحة تبييض الأموال.

أكد الحجار التزام لبنان بسط سلطة الدولة على كامل أراضيه، مع دعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي للحفاظ على الاستقرار، إضافة إلى مناقشة شؤون إنمائية وخدماتية مع النواب وائل أبو فاعور وإلياس جرادي.

في المقابل، أعرب "تجمع العلماء المسلمين" عن رفضه التام للضغوط الأميركية على لبنان، معتبرًا زيارة وكيل وزارة الخزانة الأميركية جون هيرلي محاولة لفرض حصار مالي على المقاومة اللبنانية وقطع التمويل الإيراني عنها، واصفًا ذلك بتدخلاً سافرًا في الشأن الداخلي ومخالفة للسيادة الوطنية. وطالب التجمع الدولة اللبنانية بالتصدي لهذه السياسات وحماية قوة المقاومة، مؤكداً أنها الضمانة الأساسية لعزة وكرامة الشعب اللبناني.

كما استنكر التجمع الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية، والتي أدت إلى استشهاد عدة أشخاص بينهم مدنيون وأطفال، إضافة إلى تفجير منازل ومداهمات طالت الأبرياء، معتبرًا هذه الأعمال استمرارًا لسياسة الإبادة الجماعية التي بدأتها إسرائيل في معركة "طوفان الأقصى".

تشير التطورات الأخيرة إلى أن لبنان يواجه تحديات خارجية كبيرة، من محاولات الضغط المالي الأميركي على المقاومة إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، في مقابل جهود حكومية واضحة لتعزيز سيادته ومؤسساته، ومكافحة الفساد والحفاظ على الأمن الداخلي، ما يجعل الحفاظ على الاستقرار الوطني أولوية قصوى.