بيتكوين تحت المجهر... تحولات مفاجئة في استراتيجيات الاستثمار الكبرى

ذكرت وكالة بلومبيرغ أن الرهان الكبير لشركات أميركية على البيتكوين بدأ يتصدّع، إذ غيّر كلّ من جيمس تشانوس، المستثمر الشهير في مراكز البيع على المكشوف، ومايكل سايلور، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروستراتيجي، استراتيجياتهما في التعامل مع العملة الرقمية مع تراجع تقييماتها في الأسواق.
وأوضحت بلومبيرغ أن تشانوس أنهى رهانه الطويل ضد شركة مايكروستراتيجي، بعدما تقلّص الفارق بين القيمة السوقية للشركة وقيمة ما تمتلكه من بيتكوين إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عام. وكان تشانوس قد اعتمد على صفقة مزدوجة، من خلال بيع أسهم مايكروستراتيجي على المكشوف مقابل شراء بيتكوين، باعتبار أن سعر سهم الشركة كان مبالغًا فيه مقارنة بحجم أصولها الرقمية.
في المقابل، قالت بلومبيرغ إن مايكل سايلور ضاعف استثماره في بيتكوين، حيث كشفت مايكروستراتيجي أنها اشترت ما قيمته 49.9 مليون دولار من البيتكوين خلال أسبوع واحد حتى يوم الأحد الماضي، لترتفع مقتنياتها الإجمالية إلى نحو 641,692 عملة بيتكوين، بتمويل كامل من خلال أسهم مفضّلة.
وأضافت بلومبيرغ أن الشركة استخدمت أربع شرائح من أسهمها المفضّلة الأميركية، من بينها فئة “Stretch” التي تمنح عوائد سنوية بنسبة 10.5٪ تُدفع شهريًا، ما يعكس محاولة سايلور الجريئة لجذب رأس المال بعد تراجع علاوة تقييم السهم بشكل كبير.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن الرهان الذي بناه تشانوس أثبت نجاحه في النهاية، إذ تراجع مؤشر القيمة السوقية إلى صافي الأصول (mNAV) للشركة من أكثر من 2.5 إلى 1.23 فقط، وهو ما يعني أن العلاوة السعرية التي جعلت السهم سابقًا انعكاسًا مضاعفًا لتحركات بيتكوين أصبحت ضئيلة جدًا لجذب المضاربين، مما أضعف حلقة الثقة التي كانت تدعم ارتفاعاته السابقة.
وقال تشانوس في رسالة إلى بلومبيرغ: "كانت الصفقة في الأساس تعتمد على المفاضلة بين السعر والمخاطر، وقد استُنفد معظم العائد منها الآن."
وبحسب بلومبيرغ، ومع تراجع التمويل الناتج عن مبيعات الأسهم المفضّلة الأميركية عن توقعات سايلور الطموحة، توجّهت مايكروستراتيجي نحو المستثمرين الأوروبيين عبر طرح أسهم مفضّلة دائمة مقوّمة باليورو وبخصم كبير، في محاولة لتهدئة المساهمين بعد سلسلة من الإصدارات المخفِّفة للقيمة.
وأوضحت بلومبيرغ أن سايلور كان أول من ابتكر نموذج "الخزينة الرقمية" عام 2020، محوّلًا مايكروستراتيجي من شركة برمجيات إلى مركبة استثمارية تعتمد على بيتكوين.
لكن نجاح هذا النموذج كان يعتمد على توسّع الفارق في mNAV وثقة المستثمرين في ارتفاع السهم، وهي عوامل تشهد الآن تراجعًا واضحًا.
وأشارت الوكالة إلى أن شركات أخرى مثل BitMine Immersion Technologies وNakamoto Holdings وETHZilla تواجه تآكلًا مشابهًا في تقييماتها. ومع ذلك، مايكروستراتيجي لا تزال متمسّكة بخططها، إذ تطرح أسهمًا مفضّلة بعوائد مرتفعة تستهدف المستثمرين الأوروبيين، في محاولة لإطالة عمر استراتيجيتها دون إصدار المزيد من الأسهم العادية.
واختتمت بلومبيرغ تقريرها بالإشارة إلى أن أسهم مايكروستراتيجي تراجعت بنسبة 1.6٪ إلى 238.19 دولارًا صباح الاثنين في نيويورك، بعد أن كانت قد أغلقت عند 473.83 دولارًا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، أي بانخفاض يقارب 18٪ منذ بداية العام، في حين ارتفع سعر بيتكوين بنحو 12٪ فقط خلال الفترة نفسها.
