أفران لبنان تواجه أزمة حادة في تأمين اليد العاملة الوطنية

نقيب الأفران والمخابز ناصر سرور (الوكالة الوطنية للإعلام)
أكد نقيب الأفران والمخابز ناصر سرور أن قطاع الأفران والمخابز في لبنان يواجه صعوبات مستمرة في تأمين اليد العاملة الوطنية، رغم الدعوات المتكررة من اتحاد النقابات للعمال اللبنانيين للانخراط في مختلف مجالات الإنتاج من الخبز العربي إلى صناعة المعجنات والباتسيري والمنتجات الغذائية الأخرى، موضحًا أن الاستجابة كانت محدودة جدًا.
وأشار سرور إلى أن القطاع يعتمد منذ أكثر من ثلاثين عامًا على اليد العاملة السورية التي شكلت ركائز أساسية لاستمرارية الإنتاج، خصوصًا في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي مرّ بها لبنان خلال العقود الأخيرة. ومع تتابع الأزمات الاقتصادية والسياسية، برزت تحديات في تأمين اليد العاملة النظامية، ما دفع الاتحاد لمتابعة الملف مع الجهات الرسمية لضمان انتظام العمل والحفاظ على إنتاج الرغيف.
ووصف سرور قطاع الأفران والمخابز بأنه قطاع استثنائي في وضع استثنائي، يتطلب معالجة مرنة تراعي حساسيته ودوره الحيوي. وأكد أن استمرارية إنتاج الرغيف قد تستلزم أحيانًا استثناءات مؤقتة من بعض القرارات الوزارية، خاصة في الحالات الطارئة، نظرًا لدقة توفير الخبز وسط الظروف الاقتصادية والمالية المعقدة منذ أكثر من سبع سنوات، بما في ذلك ثورة السابع عشر من تشرين الأول، والانهيار المالي، وفقدان قيمة العملة الوطنية، وجائحة كورونا، ومرحلة جبهة الإسناد، وصولًا إلى الحرب الأخيرة والاعتداءات المتكررة على الجنوب والبقاع وضاحية بيروت، وما يترتب عليها من تهديدات لاستقرار الوطن.
وأشار سرور إلى أن الاتحاد يتعاون بشكل كامل مع وزارة العمل والمديرية العامة للأمن العام وجميع الإدارات المعنية للوصول إلى حلول متوازنة تحافظ على انتظام القطاع وتراعي القوانين، بما يضمن استمرار هذا المرفق الحيوي الذي يشكّل عنصرًا أساسيًا من الأمن الغذائي الوطني.
واختتم سرور حديثه بالتأكيد على أن قوننة أوضاع عمال الأفران أصبحت حالة ملحّة لا يمكن تأجيلها، نظرًا لتداعياتها الخطيرة على القطاع وعلى انتظام إنتاج الرغيف، الذي يُعدّ من مقوّمات الأمن الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
