Contact Us
Ektisadi.com
صحة وغذاء

مقترح جمهوري لتحويل 30 مليار دولار لدعم صحي مباشر

freepik__a-realistic-politicalthemed-image-showing-the-us-c__81857

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين طرحوا مقترحاً جديداً لإنهاء الإغلاق الحكومي، يتمثل في تقديم تمويل صحي مباشر للأسر الأميركية بدلاً من تمديد إعانات قانون الرعاية الصحية الميسرة لمدة عام إضافي.

وبحسب الصحيفة، فإن المقترح الذي يقوده السيناتور بيل كاسيدي، رئيس لجنة الصحة والعمل والتعليم في مجلس الشيوخ، يقوم على توجيه الأموال الفيدرالية إلى حسابات إنفاق مرنة بدلاً من شركات التأمين، بحيث يمكن للمواطنين استخدامها لتغطية الخصومات والتكاليف الصحية الشخصية، في محاولة لمنح المستهلكين مزيداً من حرية الاختيار وتقليل التضخم في قطاع الرعاية الصحية.

وقال كاسيدي في كلمة ألقاها في مجلس الشيوخ يوم السبت: "علينا أن نتحرك خارج خنادق الخلافات ونفكر بإبداع. يمكننا التوصل إلى حل يفيد المرضى وربما يساعدنا أيضاً على إنهاء هذا المأزق."

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الخلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول تمويل الرعاية الصحية استمر لأكثر من شهر، إذ يرفض الديمقراطيون مراراً التصويت على مشروع القانون الجمهوري لإعادة فتح الحكومة. وبدون تمديد إعانات ACA المحسّنة، التي تبلغ قيمتها نحو 30 مليار دولار سنوياً، سيواجه أكثر من 20 مليون أميركي ارتفاعاً في أقساط التأمين الصحي، في وقت بدأت فيه فترة التسجيل للعام المقبل هذا الشهر.

وكان الجمهوريون قد رفضوا سابقاً الدخول في مفاوضات حتى يرفع الديمقراطيون اعتراضهم، إلا أن المقترح الجديد، رغم غموض تفاصيله وآلية تطبيقه، يشير إلى مرونة في موقف الحزب الجمهوري.

وأضافت الصحيفة أن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون أبقى المجلس في حالة انعقاد خلال عطلة نهاية الأسبوع في محاولة لإيجاد مخرج سريع للإغلاق الحكومي، مع ازدياد تأثير الأزمة على حركة الطيران وتأخير توزيع المساعدات الغذائية على ملايين الأميركيين.

كما أشار التقرير إلى أن مجلس الشيوخ بدأ يقترب من صفقة محتملة بعد تأجيل اجتماع مغلق للجمهوريين لإتاحة الوقت لمراجعة نص حزمة تمويل من ثلاثة مشاريع قوانين تشمل برامج المحاربين القدامى ووزارة الزراعة والسلطة التشريعية.

وكان زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر قد اقترح يوم الجمعة تمديد إعانات ACA لعام واحد مقابل تمرير تمويل الحكومة، لكن الجمهوريين رفضوا العرض، معتبرين أنه "علامة على يأس الديمقراطيين".

ومع ذلك، لاحظت وول ستريت جورنال أن مقترح كاسيدي أعاد فتح باب الحوار بين الطرفين، إذ تفاعلت معه بعض الشخصيات الديمقراطية، من بينها السيناتورة ماريا كانتويل، التي قالت:

"أنت تحاول إيجاد وسيلة تضمن حصول الناس على نفس الدعم المالي لتغطية تكاليفهم خلال العام المقبل أو العامين المقبلين، أليس كذلك؟"
فأجاب كاسيدي: "نعم، هذا صحيح."

وفي سياق متصل، نشر الرئيس دونالد ترامب رسالة عبر منصة Truth Social قال فيها: "يجب أن نوقف إرسال أموال دافعي الضرائب إلى شركات التأمين، وبدلاً من ذلك نعطيها مباشرة للأميركيين في حسابات صحية شبيهة بـ HSA ليشتروا الرعاية الصحية التي يريدونها."

ورأت الصحيفة أن تصريحات ترامب اعتُبرت دعماً مباشراً لمقترح كاسيدي، فيما أعلن السيناتور ريك سكوت أنه "يعمل حالياً على صياغة مشروع القانون" على أساس هذا المقترح.

وقال كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، إن ترامب ناقش بالفعل الفكرة مع كاسيدي، موضحاً في مقابلة مع قناة CBS أن "الفكرة يمكن أن تمثل أساساً لتسوية بين الحزبين"، مضيفاً: "لماذا لا نرسل ببساطة شيكاً للأشخاص ذوي الأقساط الأعلى ونترك لهم حرية القرار؟"

ومع ذلك، أعرب بعض الديمقراطيين عن معارضتهم الشديدة للفكرة، معتبرين أنها ستجعل شراء التأمين الصحي أصعب، خصوصاً لذوي الدخل المحدود. وقال السيناتور كريس ميرفي إن "هذا الطرح غير منطقي على الإطلاق، هل يقترح الرئيس إلغاء التأمين الصحي مقابل بضع آلاف من الدولارات؟".

في المقابل، أبدى آخرون استعدادهم للنقاش. فقد قال السيناتور رون وايدن، رئيس لجنة المالية في مجلس الشيوخ: "إذا كان الجمهوريون جادين بشأن مواجهة شركات التأمين الكبرى، فأنا مستعد تماماً."

كما أوضحت السيناتورة سينثيا لوميس أن تصريحات ترامب تُظهر دعمه لمقترح كاسيدي وزميله السيناتور روجر مارشال، مشيرة إلى أن هذه المبادرة "تمثل الرد الجمهوري الجاد على مطلب الديمقراطيين بتمديد إعانات قانون الرعاية الصحية الميسرة لعام إضافي".

وختمت وول ستريت جورنال تقريرها بالقول إن هذا المقترح "قد يشكل نقطة انطلاق لمفاوضات حقيقية بين الحزبين لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر"، مع ازدياد الضغوط الاقتصادية والسياسية على الكونغرس لإيجاد حل سريع.