شركات الخزائن الرقمية تفقد 45% من قيمتها

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الصفقة الأكثر سخونة في عالم العملات المشفّرة خلال العام بدأت بالانهيار، حيث شهدت شركات "الخزائن الرقمية" التي تعتمد على الاحتفاظ بالبيتكوين والإيثر كأصول رئيسية تراجعاً حاداً في قيمتها السوقية بعد موجة من الارتفاعات القياسية خلال الأشهر الماضية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الشركات كانت تمثّل رهاناً مربحاً للمستثمرين طوال العام، إذ كان المستثمرون يبيعون الأسهم أو يقترضون الأموال لشراء العملات المشفرة مثل البيتكوين والإيثر، مما رفع أسعار أسهم هذه الشركات بشكل مبالغ فيه باعتبارها وسيلة غير مباشرة للمضاربة على السوق الرقمية.
لكن مع تراجع أسعار البيتكوين والإيثر بنحو 15% خلال الشهر الماضي، انهارت أسهم تلك الشركات بشكل حاد. شركة Strategy المعروفة سابقاً باسم MicroStrategy والتي أسسها مايكل سايلور فقدت نحو 45% من قيمتها، إذ تراجعت من 128 مليار دولار في تموز/ يوليو إلى نحو 70 مليار دولار حالياً.
كما تضرر من هذا الانخفاض مستثمرون كبار مثل الملياردير بيتر ثيل، الذي دعم عدداً من هذه الشركات مثل BitMine Immersion Technologies وETHZilla، حيث تراجعت أسهم الأولى بأكثر من 30% خلال الشهر الأخير، فيما هبطت أسهم الثانية بنحو 23%، بحسب وول ستريت جورنال.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهبوط جاء بعد سلسلة من الأحداث الاقتصادية والسياسية، أبرزها إعلان الرئيس دونالد ترامب المفاجئ عن تعريفات جمركية جديدة ضد الصين في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، مما تسبب في موجة بيع واسعة في الأصول عالية المخاطر، إضافة إلى الإغلاق الحكومي الطويل والغموض المحيط بسياسات الاحتياطي الفدرالي النقدية.
وقال ماثيو تاتل، مدير صندوق MSTU الذي يهدف إلى مضاعفة عائدات Strategy، إن "شركات الخزائن الرقمية تشبه الأصول المشفّرة المموّلة بالرافعة المالية، لذلك عندما تتراجع العملات المشفرة، تتراجع تلك الأسهم بشكل أكبر." وأضاف أن البيتكوين "ما يزال صامداً على المدى الطويل، ومن يشتري في الانخفاضات غالباً ما يجني الأرباح لاحقاً."
ووفقاً للصحيفة، فإن بعض المستثمرين غيّروا استراتيجياتهم بعد هذا التراجع. فقد أوضح المستثمر المخضرم جيم تشانوس، الذي كان يراهن على انخفاض أسهم Strategy مقابل شراء البيتكوين مباشرة، أنه أنهى هذا الرهان بعد تحقيق أهدافه الاستثمارية. وقال: "الأسهم ما تزال مبالغاً في تقييمها، لكنها لم تعد بمستويات فقاعة كما كانت سابقاً."
من جانب آخر، يرى محللون أن العديد من هذه الشركات لن تواجه أزمة سيولة فورية طالما بقيت العملات التي تمتلكها تحتفظ ببعض قيمتها، إذ إن بعض الشركات لا تزال تملك احتياطيات نقدية ضخمة تمكنها من شراء العملات بأسعار منخفضة أو الاستحواذ على منافسين.
لكن شركات أخرى، مثل Strive وهي شركة بيتكوين-خزينة أسسها مات كول تواجه صعوبة في جمع تمويل جديد بعد تراجع الأسهم بنحو 28% خلال الشهر الماضي. وقال كول إن شركته قادرة على "الصمود في وجه التقلبات" لأنها جمعت أموالاً من الأسهم الممتازة بدلاً من الديون.
وتنقل وول ستريت جورنال عن مستثمر شاب يدعى كول غريندي من سياتل قوله إنه اشترى أسهماً في BitMine بقيمة 100 ألف دولار بسعر 45 دولاراً للسهم، لكنه خسر نحو 10 آلاف دولار حتى الآن. ومع ذلك، يؤكد أنه يزيد استثماره في الشركة، معتمداً على ثقته في نمو شبكة الإيثيريوم وتأثير مدير الشركة توم لي، أحد أبرز الاستراتيجيين الماليين في وول ستريت.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الهبوط الأخير كشف هشاشة نموذج "الخزائن الرقمية"، الذي يعتمد على المراهنة على صعود العملات المشفرة، مؤكدة أن "الفقاعة التي غذّت أسهم تلك الشركات طوال العام بدأت فعلاً بالانكماش".
