Contact Us
Ektisadi.com
أسواق

خسائر شركات الخزائن الرقمية تصل 45% مع هبوط بيتكوين وإيثر 15%

freepik__a-realistic-financialthemed-image-showing-bitcoin-__81859

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الصفقة الأكثر سخونة في عالم العملات الرقمية خلال هذا العام بدأت بالانهيار بسرعة، بعدما تحوّل الحماس المحيط بما يُعرف بشركات "الخزائن الرقمية" إلى موجة بيع واسعة، إثر هبوط حاد في أسعار البيتكوين والإيثر.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الشركات كانت بمثابة رهان مزدوج على ارتفاع العملات المشفرة، إذ كان المستثمرون يبيعون الأسهم أو يقترضون الأموال لشراء بيتكوين والإيثر وغيرها، ثم يستثمرون عبر تلك الشركات التي تضخّ أموالها في الأصول الرقمية. واعتُبرت أسهم هذه الشركات وسيلة لتعزيز الأرباح في سوق مشفّرة متقلّبة.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن رجل الأعمال مايكل سايلور كان أول من ابتكر هذا النهج في عام 2020 عندما حوّل شركته الصغيرة MicroStrategy إلى عملاق بيتكوين يُعرف اليوم باسم Strategy، والتي بلغت قيمتها في ذروة ارتفاعها بشهر تموز/ يوليو نحو 128 مليار دولار، لكنها اليوم انخفضت إلى حوالي 70 مليار دولار فقط.

وتسببت موجة البيع هذه في خسائر كبيرة للمستثمرين الكبار، بينهم بيتر ثيل، المستثمر المعروف في وادي السيليكون، الذي دعم عدة شركات من هذا النوع مثل BitMine Immersion Technologies وETHZilla.

وقد هبطت أسهم الأولى بأكثر من 30% خلال الشهر الماضي، فيما تراجعت الثانية بنحو 23%.

وتضيف الصحيفة أن الهبوط المفاجئ في السوق المشفرة جاء بعد سلسلة من التطورات السياسية والاقتصادية، أبرزها إعلان الرئيس دونالد ترامب عن تعريفات جمركية مفاجئة ضد الصين في 10 أكتوبر، ما أدى إلى موجة بيع في الأصول عالية المخاطر، إلى جانب الإغلاق الحكومي الطويل وعدم وضوح سياسة الاحتياطي الفدرالي.

وقال ماثيو تاتل، مدير صندوق MSTU الذي يهدف إلى مضاعفة عائدات شركة Strategy، في تصريحات لـ وول ستريت جورنال: "شركات الخزائن الرقمية هي في الواقع أصول مشفرة ذات رافعة مالية؛ فعندما تنخفض العملات المشفرة، تتراجع هذه الشركات بشكل أكبر. لكن البيتكوين أثبت أنه باقٍ، ومن يشتري عند الانخفاض عادة ما يُكافأ لاحقاً."

وأضافت الصحيفة أن بعض المستثمرين البارزين بدؤوا بتعديل مراكزهم الاستثمارية، مثل جيم تشانوس، الذي كان يراهن على انخفاض أسهم Strategy مقابل شراء البيتكوين مباشرة، قبل أن يعلن مؤخرًا أنه أنهى هذا الرهان بعد أن تحققت فرضيته الاستثمارية. وقال في رسالة لعملائه: "الأسهم لا تزال مبالغاً في تقييمها، لكنها لم تعد عند مستويات الفقاعة السابقة."

ورغم هذا الهبوط، يرى محللون تحدثوا إلى وول ستريت جورنال أن العديد من هذه الشركات ليست مهددة بالإفلاس الفوري، إذ لا تزال تحتفظ باحتياطيات نقدية كبيرة تمكّنها من شراء العملات بأسعار منخفضة أو حتى الاستحواذ على شركات منافسة.

لكن الشركات التي تكبّدت خسائر فادحة ستواجه صعوبة في بيع أسهم جديدة لجمع التمويل، ما قد يزيد الضغط على سوق العملات المشفّرة ويثير الشكوك حول استدامة نموذج أعمالها.

وقال مات كول، الرئيس التنفيذي لشركة Strive، وهي شركة خزينة بيتكوين، إن شركته جمعت تمويلاً هذا العام لشراء البيتكوين بأسعار تزيد بنحو 10% عن مستوياتها الحالية، مضيفاً أن أسهم Strive تراجعت بنحو 28% خلال الشهر الأخير. وأوضح أن الشركة "قادرة على الصمود في وجه التقلبات لأنها جمعت تمويلاً عبر الأسهم الممتازة بدلاً من الديون."

كما نقلت وول ستريت جورنال عن مستثمر شاب من سياتل يُدعى كول غريندي قوله إنه استثمر 100 ألف دولار في شركة BitMine بسعر 45 دولاراً للسهم عندما بدأت بشراء الإيثر، لكنه خسر نحو 10 آلاف دولار حتى الآن. رغم ذلك، قال إنه يزيد استثماره في الشركة بسبب ثقته في نمو شبكة الإيثيريوم وتأثير مديرها التنفيذي توم لي، الخبير المالي المخضرم الذي عمل في JPMorgan Chase ويُعد من أبرز محللي الأسواق في Fundstrat Global Advisors.

واختتمت وول ستريت جورنال تقريرها بالقول إن الهبوط الأخير كشف هشاشة نموذج شركات الخزائن الرقمية، التي تعتمد بشكل أساسي على ارتفاع أسعار العملات المشفرة، مؤكدة أن "الفقاعة التي غذّت هذه الشركات طوال العام بدأت فعلاً بالانفجار."