Contact Us
Ektisadi.com
مقالات

خاص "إقتصادي.كوم" I سلسلة "من هنا... وهناك" للكاتب وليد حسين الخطيب

7 نوفمبر 2025
وليد حسين الخطيب

وليد حسين الخطيب (إقتصادي.كوم)

عبر موقع "إقتصادي.كوم" (Ektisadi.com)، يُطلّ الكاتب وليد حسين الخطيب بسلسلة جديدة تحمل عنوان "من هنا... وهناك"، بعد نجاح زاويته اللغوية "ماء الكلام" التي عانقت القارئ بمعانيها وأصولها.

في هذا الركن الذي لا يشبه الأركان، سنجلس قليلًا لنرى ما لا يُرى عادةً، لا بعين السخط ولا بعين الرضا، بل بعينٍ تعرف كيف توظّف النقد والسخرية، وهي ترى العجب العجاب.

"من هنا... وهناك"، نطلّ على بلدٍ لا يعدم المفاجآت، وعلى حياةٍ تتقن فنّ المفارقة كأنها خُلقت من مادة الدعابة نفسها، لكنها دعابة مضحكة وموجعة في آن. هذه السلسلة ليست صرخةً في وجه أحد، ولا مديحًا لشيء، بل مسافة آمنة بين الواقع والمقال، نكتب منها لنفهم ونبتسم بهزء وسخرية.

في كل حلقة، سنلتقط مشهدًا من مشاهد يومنا العجيب: لا لنُصنّفه في خانة الجِدّ أو الهزل، بل لنجعله مرآةً تميل قليلًا، فتُظهر الوجه الآخر للأمور، ذاك الوجه الذي نراه جميعًا ونتجاهله كي لا يُفسد علينا صبرنا الإنساني والوطني.

لن نرفع شعارات، ولن نحمل طبولًا، فالسخرية الحقيقية لا تحتاج صراخًا، بل تكتفي بابتسامةٍ دقيقةٍ تُعرّي التناقض من دون إسفاف، وبتنهيدةٍ ساخرةٍ تفتح باب التفكير أكثر مما تغلقه.

نحن لا نكتب للسلطة ولا ضدّها، لا للمحبطين ولا للمتفائلين، بل لكل من ما زال يملك قدرةً على الضحك في وجه العبث، ولكل مَن يؤمن بأن ما نعيشه من صنع أيادٍ تستخفّ بعقول الأتباع لتحقق ما تسعى إليه، من خلال شخصيات تشبه مصّاصي الدماء. نكتب لأن الكتابة - حتى حين تسخر - تبقى فعل إصلاح، وحين تضحك من الوجع فهي لا تستخفّ به، بل تمنحه شكلًا يمكن احتماله.

في "من هنا... وهناك"، سنجعل الحروف مرآةً ناعمةً لا تُشهر سيفها، بل تُشير بإصبعها. سنسخر بجدّ، ونفكر بحرية، ونرى في اليومي العادي مسرحًا لأعجب ما فينا: قدرتنا على البقاء واقفين ونحن نضحك من انحنائنا.

لعلّ الهدف من هذه الزاوية ليس أكثر من ترويض الوجع بضحكةٍ عاقلة، وتجميل الفوضى بابتسامةٍ تفهمها القلوب قبل العقول. ومن يدري؟ ربما حين نضحك معًا من هنا... وهناك، نكتشف أننا جميعًا هناك وهنا في الوقت نفسه.

في كل حلقة، ينتقل الكاتب من هنا... إلى هناك، يلتقط المفارقات بعينٍ ناقدةٍ ومحبةٍ في آن، ويرسمها بلغةٍ سلسةٍ وشفيفةٍ تقول الكثير وهي تبتسم.

تابعوا "من هنا... وهناك" قريبًا،

حيث الكلمة تضحك، والفكرة تهمس، والحقيقة تلوح من بين السطور.















وليد حسين الخطيب أكاديمي وصحافي لبناني، من بلدة شبعا، قضاء مرجعيون-حاصبيا. يعمل محرّرًا في المركز العربي للأبحاث والدراسات - بيروت. يكتب لعدّة مواقع إلكترونية ووسائل إعلامية. درّس الأدب العربي والفلسفة، وأصدر ديوانه الأول "ورد وأرض" عام 2000، وأعدّ كتابًا بعنوان "ماذا تقول أجسادنا؟" عام 2018. نشر ديوانه الثاني "بين هذا وذاك" عام 2023، ثم ديوانه "رهف" عام 2025، وله مساهمات ثقافية وأدبية متنوّعة بين لبنان ومصر.