"أدنوك" العالمية للتجارة تتوسع عالميًا مع افتتاح مكتب جديد في هيوستن لزيادة حجم تداول النفط بنسبة الثلثين

تستعد شركة أدنوك العالمية للتجارة (Adnoc Global Trading)، الذراع التجارية التابعة لشركة أدنوك الإماراتية، لتوسيع نطاق نشاطها بشكل سريع على المستوى الدولي خلال السنوات المقبلة، بهدف زيادة حجم تداولها النفطي بنسبة تقارب الثلثين، وفق ما أكده الرئيس التنفيذي للشركة أحمد بن ثالث في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ.
وقال بن ثالث إن التجارة الدولية تمثل ركيزة أساسية في استراتيجية أدنوك لتعظيم القيمة المضافة من بيع المنتجات النفطية والمكررة سواء المنتجة في الإمارات أو في الخارج، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة من التوسع تشمل افتتاح مكتب جديد في مدينة هيوستن الأميركية عام 2027، ليضاف إلى مكاتب الشركة الحالية في سنغافورة وجنيف.
وأوضح أن الشركة تتعامل حالياً مع ما يعادل 1.1 إلى 1.2 مليون برميل يومياً، وتطمح إلى رفع هذا الرقم إلى نحو مليوني برميل يومياً خلال السنوات القادمة.
وأشار تقرير بلومبيرغ إلى أن منتجي النفط في الشرق الأوسط، ومنهم أدنوك، اتجهوا في السنوات الأخيرة إلى تعزيز أنشطة التجارة النفطية بعد توسّع قدراتهم في مجال التكرير، مما أتاح لهم الوصول إلى منتجات عالية القيمة مثل الديزل ووقود الطائرات المخصصة للتصدير إلى أسواق جديدة مثل أوروبا.
وبيّن بن ثالث أن دخول السوق الأميركية عبر مكتب هيوستن سيُعزّز قدرة الشركة على تحقيق أهدافها في حجم التداول، مشيراً إلى أن أدنوك للتجارة العالمية أنشأت مؤخرًا قسمًا خاصًا لتجارة البتروكيماويات، وستعمل على توسيعه بالتوازي مع توسّع أدنوك في هذا القطاع داخل الولايات المتحدة وعلى ساحل الخليج الأميركي.
وأضاف: "عندما تدخل سوقاً ضخمة مثل الولايات المتحدة، حيث تُصدّر معظم المنتجات، فذلك يمنحك دفعة كبيرة في النمو"، مؤكدًا أن امتلاك أدنوك لسلسلة القيمة الكاملة من الاستخراج حتى التوزيع يمنح الشركة ميزة تنافسية قوية ويجعل نشاطها التجاري مربحًا منذ اليوم الأول.
وتُعد أدنوك العالمية للتجارة مشروعًا مشتركًا بين أدنوك وإيني الإيطالية وأو إم في النمساوية، وتشغل هذه الشركات أيضًا مصفاة الرويس على ساحل الخليج العربي، التي تُعد من أكبر المصافي في العالم بطاقة تكريرية تتجاوز 900 ألف برميل يوميًا، يُستخدم جزء من إنتاجها محليًا فيما يُخصص معظم الإنتاج للتصدير.
ووفق بلومبيرغ، تسعى كلّ من أدنوك وأرامكو السعودية إلى توسيع وحدات التجارة الخاصة بهما لزيادة الأرباح وتكرار نموذج النجاح الذي حققته الشركات العالمية الكبرى مثل شل وبي بي. كما تمتلك أدنوك شركة أخرى هي أدنوك للتجارة تتعامل في النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.
وأوضح بن ثالث أن الهدف هو الوصول إلى توازن مماثل للشركات العالمية الكبرى التي تمتلك نظامًا تجاريًا يعتمد على تداول ثلاثة براميل في السوق مقابل كل برميل من إنتاجها الذاتي.
وفي سياق متصل، أشار إلى أن التقلبات السعرية الحالية في الأسواق العالمية ليست دائماً سلبية، موضحًا: "الناس يخلطون بين التقلب وعدم اليقين؛ فالأول طبيعي في الأسواق، أما الثاني فينشأ من عوامل غير متوقعة مثل العقوبات أو الحروب التجارية، وهو ما يؤثر في السوق بطريقة مختلفة."
واختتم تقرير بلومبيرغ بالإشارة إلى أن توسع أدنوك للتجارة العالمية نحو السوق الأميركية يعكس رؤية الإمارات لتعزيز حضورها في أسواق الطاقة العالمية وتحقيق استفادة أكبر من سلاسل القيمة المضافة في قطاع النفط والبتروكيماويات.
