Contact Us
Ektisadi.com
تعليم وثقافة

عودة الجسر الأكاديمي بين دمشق وأنقرة... اللغة التركية تدخل جامعة دمشق إيذانًا بمرحلة جديدة من الانفتاح

1753518275838_l

جامعة دمشق (الإنترنت)

في إطار سعيها لتوسيع آفاق التعليم العالي وربط الجامعات السورية بمحيطها الإقليمي، أعلنت جامعة دمشق عن افتتاح قسم اللغة التركية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، اعتبارًا من العام الدراسي 2025-2026، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى الجامعات السورية.

ويأتي القرار ضمن رؤية أوسع لتعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين سوريا وتركيا، عقب سلسلة من الاتفاقيات التي وُقّعت في أيار/مايو الماضي بين وزارتي التعليم العالي في البلدين، وشملت مشاريع مشتركة أبرزها إنشاء جامعة سورية تركية وتبادل البرامج والخبرات الأكاديمية.

رئيس جامعة دمشق، الدكتور مصطفى صائم الدهر، أوضح أن القسم الجديد سيفتح أبوابه أمام نحو 100 طالب خلال العام الأول، بعد استكمال التحضيرات اللوجستية واستقدام أساتذة متخصصين في اللغة التركية وآدابها.

وأضاف أن افتتاح القسم يشكّل خطوة استراتيجية نحو توطيد الجسور الأكاديمية والثقافية مع تركيا، مشددًا على أن الجامعة تسعى لإعداد خريجين يمتلكون كفاءة لغوية وثقافية تواكب المتغيرات الإقليمية وتفتح أمامهم آفاقًا أوسع في سوق العمل.

وأشار مصطفى الدهر إلى أن الجامعة تنسّق حاليًا مع جامعات تركية لاستقبال أساتذة للتدريس في دمشق، إلى جانب برامج تبادل طلابي تتيح للطلاب السوريين الالتحاق بدورات مكثفة في تركيا خلال العطلة الصيفية لتعزيز مهاراتهم اللغوية.

من جهته، وصف عميد الكلية علي اللحام افتتاح القسم بأنه إضافة نوعية في منظومة التعليم اللغوي في سوريا، معتبرًا أنه يلبّي حاجة متنامية للتواصل مع تركيا في مجالات الثقافة والتجارة والسياحة.

ويرى أكاديميون أن هذه الخطوة تأتي في إطار تحولات التعليم السوري نحو الاهتمام باللغات الإقليمية، خصوصًا بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وأنقرة وإطلاق مشاريع تعاون مشترك في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.

فيما شهدت العلاقات الأكاديمية بين سوريا وتركيا مسارًا متقلبًا على مدى العقود الماضية، تتأرجح بين التقارب والانقطاع، تبعًا للتحولات السياسية بين البلدين.

ففي العقد الأول من الألفية الجديدة، عرفت العلاقات بين دمشق وأنقرة مرحلة ازدهار لافتة، توّجت بتوقيع اتفاقية أضنة الأمنية عام 1998، والتي فتحت الباب أمام تعاون واسع في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي وتبادل البعثات الأكاديمية، في ظل أجواء من الانفتاح السياسي والاقتصادي.

غير أن هذا المسار سرعان ما تبدّل مع اندلاع الأزمة السورية عام 2011، إذ توقفت العلاقات الدبلوماسية عام 2012 عقب دعم أنقرة للمعارضة السورية، ما أدى إلى إغلاق السفارات وقطع مختلف أشكال التعاون، بما في ذلك الأكاديمي.

أما اليوم، وبعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وأنقرة في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، فقد بدأ البلدان مرحلة جديدة من إعادة التواصل، تشمل إحياء التعاون في التعليم العالي والبحث العلمي، في سياق مساعٍ أوسع لإعادة بناء الجسور السياسية والثقافية بين الجانبين.

عودة الجسر الأكاديمي بين دمشق وأنقرة... اللغة التركية تدخ... | Ektisadi.com | Ektisadi.com