Contact Us
Ektisadi.com
صحة وغذاء

طهران على حافة العطش: تحذيرات بإخلاء العاصمة مع تسجيل سد كرج أدنى مستوياته

Gemini_Generated_Image_ys8x1xys8x1xys8x

حذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من احتمال إصدار أمر بإخلاء العاصمة طهران بشكل جزئي أو كامل إذا لم تتحسن أزمة المياه المتفاقمة خلال الأسابيع المقبلة، في وقت تقترب فيه المدينة من ما يُعرف بـ"اليوم صفر" وهو اليوم الذي تنفد فيه المياه الصالحة للشرب.

وبحسب موقع bne IntelliNews (تقرير بتاريخ 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2025)، قال بزشكيان إن العاصمة تواجه "خطرًا وجوديًا" نتيجة انخفاض مستويات المياه في الخزانات والسدود، داعيًا إلى تعبئة وطنية عاجلة لترشيد الاستهلاك وتنويع مصادر الإمداد.

وأوضح مدير شؤون المياه في مدينة كرج مهدي مقصودي أن سد كرج (سد أمير كبير) أحد أهم مصادر مياه الشرب للعاصمة طهران والمناطق المجاورة لم يتبقَّ فيه سوى نحو 17٪ من سعته البالغة 180 مليون متر مكعب، أي ما يعادل حوالي 31 مليون متر مكعب فقط من المياه القابلة للاستخدام، وفقًا لما ذكره موقع IranWire وأضاف مقصودي أن استمرار الجفاف وتراجع معدلات الهطول منذ خمس سنوات أدّيا إلى انخفاض تاريخي في المخزون، مما قد يؤدي إلى انقطاع المياه بشكل شبه كامل خلال أسابيع إذا لم تُتخذ إجراءات طارئة.

ووفقًا لتقرير نشره موقع This Is Beirut، فإن الوضع في طهران يُعد الأخطر منذ أكثر من عقدين، إذ تشير صور الأقمار الصناعية وتحليلات البيانات الهيدرولوجية إلى أن أكثر من 70٪ من الخزانات المحيطة بالعاصمة تعمل حالياً دون ربع طاقتها. كما حذّر الخبراء من أن التغير المناخي وتزايد عدد السكان بنحو 13 مليون نسمة في المنطقة الحضرية الكبرى لطهران يزيدان الضغط على شبكة المياه بشكل غير مسبوق.

وفي تصريح نقلته وكالة ISNA الإيرانية، أشار مسؤول في وزارة الطاقة إلى أن البلاد تواجه عجزاً مائياً يقدَّر بنحو 5 مليارات متر مكعب سنوياً، وأن الحكومة تعمل على خطط عاجلة لتقنين المياه، تشمل تخفيض الاستهلاك المنزلي بنسبة 25٪ وفرض قيود على ري الحدائق العامة والمناطق الخضراء.

من جهتها، وصفت صحيفة Tehran Times الأزمة بأنها "اختبار لقدرة الدولة على التكيّف المناخي"، محذّرة من تداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة إذا ما تمّ تطبيق خطة الإخلاء الجزئي للعاصمة، خصوصاً أن قطاعات الخدمات والصناعة في طهران تعتمد بنسبة تزيد عن 80٪ على إمدادات السدود القريبة.

ويُذكر أن سد أمير كبير بُني في خمسينيات القرن الماضي لتزويد العاصمة بالمياه والكهرباء، ويُعدّ من أعمدة البنية التحتية الوطنية. لكن التوسع العمراني غير المنضبط والتراجع المستمر في معدلات الأمطار حيث انخفض الهطول السنوي في محافظة طهران بنسبة 45٪ منذ عام 2000 وفقاً لبيانات World Resources Institute جعلا العاصمة تواجه أخطر أزمة مائية في تاريخها الحديث.