هياكل الديناصورات في قفص الاتهام...قضية غسل أموال تمتد عبر العصور

في واقعة غير مألوفة تجمع بين التاريخ القديم والجريمة المالية الحديثة، صادرت الشرطة البريطانية هياكل ديناصورات متحجرة تُقدَّر قيمتها بأكثر من 12 مليون جنيه إسترليني. جاءت المصادرة ضمن تسوية قضائية مع رجل الأعمال الصيني سو بينغهاي، المتورّط في واحدة من أكبر قضايا غسل الأموال في آسيا، ما جعل القضية محطّ اهتمام عالمي لغرابة تفاصيلها !
تبدأ الحكاية مع سو بينغهاي الذي كان مطلوبًا سابقًا في سنغافورة على خلفية تورطه في فضيحة مالية ضخمة شملت شبكة لغسل الأموال تُقدَّر بمليارات الدولارات. وبعد انتقاله إلى بريطانيا، استثمر أمواله في شراء تسع شقق فاخرة في لندن، إلى جانب ثلاثة هياكل نادرة لديناصورات متحجرة، وعدد من القطع الفنية الصينية النادرة.
وخلال جلسة قضائية في لندن، أعلنت الوكالة الوطنية للجريمة (NCA) أن المتهم وافق على التنازل عن ممتلكاته، بما في ذلك الهياكل الثلاثة وأحد عشر عملًا فنيًا، مقابل الاحتفاظ بنسبة 25% من عائدات بيعها بعد المصادرة.لكن المفارقة أن بريطانيا تاريخها حافل مع بقايا الديناصورات المنقرضة
بريطانيا وإرث الديناصورات
ليست هذه المرة الأولى التي تحتضن فيها بريطانيا قصصًا تتعلق ببقايا الديناصورات. فمنذ القرن التاسع عشر، اشتهرت مناطق في شمال وجنوب إنجلترا، ولا سيما محيط لندن، باكتشافات حفريات وهياكل متحجرة أصبحت جزءًا من التراث العلمي والثقافي البريطاني.
لكن هذه المرة، تعود الديناصورات إلى الواجهة في سياق مختلف تمامًا كأدلة شاهدة على قضية غسل أموال دولية
إذ تُعد هذه القضية فرعًا من أوسع فضيحة مالية شهدتها سنغافورة، حيث صادرت السلطات هناك أصولًا تفوق قيمتها 3 مليارات دولار سنغافوري (نحو 2.3 مليار دولار أميركي).
وتؤكد هذه الحادثة قدرة السلطات البريطانية على استخدام قانون عائدات الجريمة لملاحقة الأصول الفاخرة والمقتنيات النادرة حتى وإن لم تصدر إدانات جنائية مباشرة.
تمثل هذه القصة مثالًا نادرًا على التقاء التاريخ القديم بعالم الجريمة الحديثة. فالهياكل التي كانت يومًا ما جزءًا من عصر الجوراسي أصبحت اليوم دليلًا في تحقيقات مالية معقدة. إنها مفارقة تُظهر كيف يمكن أن تتحول رموز الماضي العلمي إلى رموز قانونية في معارك الحاضر ضد الجريمة المنظمة.
،
