تزايد الرهانات على خفض الفائدة الأميركية مع تدهور سوق العمل وضعف التوظيف

هاليبني
توقع رئيس قسم أبحاث الأسواق العالمية في "أم يو أف جي"، ديريك هاليبني، أن يشهد الدولار مبيعات متجددة توقف انتعاشه الأخير، وذلك بمجرد صدور بيانات سوق العمل الرسمية عند إعادة فتح الحكومة الفيدرالية الأميركية، مشيراً إلى أن الدولار يستفيد حاليًا من فراغ في بيانات العمل الرئيسية، والذي يعتقد أنه سيشجع على تجدد بيع الدولار عند إصدارها.
في هذا السياق، انخفض مؤشر بلومبيرغ الفوري للدولار لليوم الثاني على التوالي اليوم الخميس، مسرعاً من وتيرة هبوطه يوم الخميس، خاصة بعد أن أشارت قراءة خاصة للوظائف الأميركية إلى تعثر سوق العمل.
وأوضحت بلومبيرغ أن المتداولين قد عززوا رهاناتهم على تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي بعد صدور التقرير، مشيرة أيضاً إلى تسجيل المؤشر انخفاضاً بنسبة 6.6 بالمئة منذ بداية العام حتى الآن، وذلك بعد أن اختتم ثاني أفضل شهر له هذا العام.
وفي الإطار نفسه، تسبب الإغلاق الحكومي الذي أصبح الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، في تعتيم التوقعات الاقتصادية الأميركية، مما سمح للدولار بالارتفاع مجدداً في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط شكوك حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيمتلك بيانات كافية لتبرير خفض آخر لسعر الفائدة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك بعد أن خفضها مرتين هذا العام.
ووفقاً لبلومبيرغ، كان تقرير الوظائف غير الزراعية قبل الإغلاق الحكومي الشهر الماضي قد أظهر تباطؤاً ملحوظاً في نمو الوظائف لشهر أغسطس/آب، مقابل ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى له منذ عام 2021، إضافة إلى وجود أدلة قليلة على تحسن آفاق التوظيف منذ ذلك الحين، حيث ركز المستثمرون على تدقيق البيانات الخاصة وتقارير أرباح الشركات بحثاً عن دلائل.
ومن جانبه، أوضح هاليبني أن حجم التدهور في بيانات الوظائف غير الزراعية إلى الحد الذي وصل إليه كان من النادر تاريخيًا أن ينقلب سوق العمل فجأة ويتحسن، مشيراً إلى أن مقاييس أخرى، مثل ثقة المستهلك وبيانات التوظيف في مؤشر "آي أس أم"، تشير أيضاً إلى ضعف سوق العمل.
ووفقاً لبيانات شركة "تشالنجر، غراي وكريسماس إنك"، أعلنت الشركات الأميركية عن أكبر عدد من تخفيضات الوظائف في شهر أكتوبر الماضي مقارنة بأي شهر أكتوبر خلال أكثر من عقدين.
وفي إشارة أخرى إلى التباطؤ، كانت سلسلة مطاعم "تشيبوتل مكسيكان غريل إنك" قد خفضت توقعاتها المالية للمرة الثالثة هذا العام.
وذكر هاليبني أن عمليات بيع الدولار يمكن أن تكون واضحة بشكل خاص مقابل اليورو، الذي يتوقع أن يصل سعره إلى 1.20 دولاراً بحلول نهاية العام، وهو مستوى لم يبلغه منذ أكثر من أربع سنوات، مضيفاً أن ديسمبر/كانون الأول هو شهر قوي نوعاً ما من حيث التحيز الموسمي الذي يفضل صعود اليورو، وأن هناك احتمالية لحدوث تحرك كبير في نهاية العام.
