انخفاض أسهم إير فرانس بنسبة 14% بسبب الإضرابات وارتفاع الضرائب

تراجعت أسهم شركة الطيران الفرنسية الهولندية "إير فرانس – كيه إل إم" (Air France-KLM) بأكبر وتيرة منذ ثلاث سنوات في بورصة باريس، بعد أن أعلنت الشركة عن نتائج مالية جاءت دون توقعات المحللين، متأثرةً بإضرابات عمالية وارتفاع الضرائب، وفقًا لما ذكرته وكالة بلومبيرغ (Bloomberg).

انخفض سهم الشركة بنسبة 14% في بداية التداولات وهو أكبر تراجع منذ تشريت الثاني/ نوفمبر 2022 بعدما سجلت أرباح تشغيلية بقيمة 1.2 مليار يورو (1.38 مليار دولار) في الربع المنتهي في 30 أيلول/سبتمبر، أي أقل من توقعات المحللين البالغة 1.29 مليار يورو. كما جاءت الإيرادات الفصلية أقل من التقديرات.

وأوضحت الشركة أن إضرابًا استمر يومين لمراقبي الحركة الجوية في فرنسا في تموز/ يوليو، إضافة إلى إضرابات لموظفي الخدمات الأرضية في هولندا في أيلول/ سبتمبر، كبّداها خسائر تُقدّر بنحو 50 مليون يورو خلال الربع المالي. كما أدى الطقس الحار غير المعتاد في ألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا إلى تراجع الإقبال على الرحلات إلى جنوب أوروبا.

وقال ستيفن فيرلونغ، المحلل في شركة Davy، إن نتائج الشركة جاءت أقل من التوقعات بنحو 5%، مشيرًا إلى أن السهم يتسم بالتقلب الشديد، ما يفسر حدة التراجع. وأضاف أن أداء شركتي Transavia (الناقل منخفض التكلفة) وقسم الشحن الجوي جاء أضعف من المتوقع.

“في مثل هذا السوق، إذا أخفقت في تحقيق التوقعات، فإن السوق يكون غير متسامح إطلاقًا”، قال فيرلونغ.

وجاء أداء الشركة أقل إشراقًا مقارنةً بشركة "لوفتهانزا" الألمانية (Deutsche Lufthansa AG)، التي قدمت توقعات إيجابية في نهاية الشهر الماضي، بينما تستعد شركة IAG المالكة للخطوط الجوية البريطانية (British Airways) للإعلان عن نتائجها يوم الجمعة.

ورغم ذلك، شكّل سفر الدرجة الممتازة نقطة إيجابية في أداء المجموعة، حيث أوضحت الشركة أن إيرادات درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى كانت قوية، في حين بقيت عوائد الدرجة الاقتصادية تحت الضغط بسبب ارتفاع تكاليف التأشيرات إلى الولايات المتحدة الذي أثّر على الطلب من المسافرين ذوي الميزانيات المحدودة.

وقال الرئيس التنفيذي بن سميث في بيان:

“حققت مقصورات السفر المميزة أداءً استثنائيًا لدى كل من Air France وKLM، مما يعزز ثقتنا في استراتيجية التحول نحو الفخامة (Premiumization).”

وأشارت المجموعة إلى أنها ما تزال تتوقع زيادة طاقتها التشغيلية بنسبة 4% إلى 5% مقارنة بعام 2024، مع استثمارات رأسمالية تصل إلى 3.4 مليار يورو، والحفاظ على نسبة الديون إلى الأرباح التشغيلية بين 1.5 و2 مرة.

ورغم تأثير الإضرابات وارتفاع الضرائب على تذاكر الطيران في فرنسا، ارتفع هامش التشغيل لدى Air France إلى 14% مقارنة بـ 13.2% خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

أما لدى شركة KLM الهولندية، فقد أثرت زيادة رسوم الهبوط والإقلاع ورسوم الركاب والأمن بشكل “كبير” على الإيرادات، ما أدى إلى انخفاض هامش التشغيل إلى 9.5% من 11.1%.

وفي المقابل، واجهت Transavia منافسة متزايدة في السوق الهولندية نتيجة تحويل بعض السعات الجوية من الشرق الأوسط إلى وجهات أوروبية أخرى، مما ضغط على الإيرادات. كما أدى ارتفاع الرسوم في مطار أمستردام الرئيسي وزيادة ضريبة التذاكر العام الماضي إلى ارتفاع الأسعار وتحول بعض المسافرين إلى مطارات ألمانية.

وفي نهاية أيلول/ سبتمبر 2025، بلغ رصيد السيولة لدى المجموعة 9.5 مليار يورو، متجاوزًا النطاق المستهدف بين 6 و8 مليارات يورو، وبزيادة طفيفة عن نهاية عام 2024، بحسب ما نقلته بلومبيرغ.