الاتحاد الأوروبي ينشئ قناة اتصال مع الصين لضمان تدفق المواد الأرضية النادرة

قال المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش، إن التكتل أنشأ “قناة اتصال خاصة” مع السلطات الصينية لضمان تدفق المواد الأرضية النادرة الحيوية لصناعات الاتحاد.

وأوضح شيفتشوفيتش أن الهدف من القناة هو “ضمان الاستقرار في سلاسل التوريد وتجنّب أي اضطرابات مستقبلية”، في ظل التوترات التجارية بين بكين وبروكسل بشأن صادرات المعادن الأساسية المستخدمة في السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والتقنيات الخضراء.

تأتي الخطوة في أعقاب القيود الصينية على تصدير الغاليوم والغرافيت والمعادن المغناطيسية التي دخلت حيّز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام، ما أثار مخاوف أوروبية من احتمال تأثر الصناعات الحيوية التي تعتمد بشكل كبير على تلك المواد.

وبحسب المفوضية الأوروبية، تستورد أوروبا أكثر من 98% من احتياجاتها من العناصر الأرضية النادرة من الصين، في وقت تسعى فيه بروكسل إلى تنويع مصادرها من خلال اتفاقيات جديدة مع دول أفريقية وآسيوية وأميركية لاتينية لتقليل الاعتماد على السوق الصينية.

وكانت بلومبيرغ قد نقلت في تقرير سابق أن الاتحاد الأوروبي بدأ مراجعة إستراتيجية للمواد الحيوية ضمن ما يسمى قانون المواد الخام الحرجة (Critical Raw Materials Act)، الذي يهدف إلى رفع نسبة الإنتاج المحلي للاتحاد إلى 10% من احتياجاته بحلول عام 2030.

وفي المقابل، تقول الصين إن قراراتها بشأن ضوابط التصدير “تتوافق مع القوانين الدولية وتستهدف حماية الأمن القومي”، بينما يرى محللون أنّها تمثل ورقة ضغط استراتيجية في مواجهة القيود الغربية على قطاع التكنولوجيا الصيني.

ويرى خبراء اقتصاديون أنّ إنشاء القناة الخاصة بين الطرفين قد يشكّل خطوة تهدئة مؤقتة، لكنه لا يُنهي الخلاف العميق حول التحكم في سلاسل الإمداد العالمية للمعادن الحرجة التي تُعد “النفط الجديد” في الاقتصاد الصناعي الحديث.