بلانتير: صعود صاروخي في القيمة السوقية رغم تباطؤ الإيرادات وتزايد الجدل السياسي

شهدت شركة بلانتير، المتخصصة في تحليل البيانات ومقرها دنفر، قفزة هائلة في قيمتها السوقية جعلتها تتفوق على كبرى الشركات الأميركية، بما في ذلك بعض عمالقة النفط والبنوك، لتصبح في المرتبة الثامنة عشرة بين أكثر الشركات قيمة في الولايات المتحدة، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
ورغم هذه القيمة الضخمة، التي تجاوزت 490 مليار دولار في وقت قياسي، إلا أن إيرادات الشركة ما زالت محدودة نسبيًا، إذ بلغت أقل من 4 مليارات دولار خلال الأرباع الأربعة الماضية. وبحسب تحليل أجرته FactSet بالاعتماد على بيانات منذ عام 1984، فإن Palantir هي أسرع شركة في مؤشر S&P 500 تصل إلى هذا المستوى من التقييم رغم مبيعاتها المنخفضة، متجاوزةً شركات مثل Meta وTesla وOracle التي احتاجت عقودًا لتحقيق نتائج مشابهة.
ويصف المحلل المالي آدم باركر، مؤسس شركة Trivariate Research، السهم بأنه "الأغلى في التاريخ"، محذرًا من المبالغة في التقييم ما لم تحقق الشركة نموًا يفوق أي شركة سابقة. كما كشف المستثمر المعروف مايكل بوري، بطل قصة The Big Short، عن رهانه ضد السهم هذا الأسبوع، ما تسبب في هبوطه بنسبة 8% رغم إعلان أرباح فاقت التوقعات، بحسب وول ستريت جورنال.
تأسست Palantir عام 2003، وعملت لسنوات في مشاريع سرّية مع الحكومة الأميركية، خصوصًا في مجالات مكافحة الإرهاب، قبل أن تتحول خلال الأعوام الخمسة الأخيرة إلى لاعب رئيسي في قطاع التكنولوجيا الدفاعية. ووفقًا لبيانات العقود الفدرالية، حصلت الشركة منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على عقود حكومية بقيمة 1.6 مليار دولار، منها 460 مليون دولار من سلاح الجو الأميركي، و400 مليون دولار من وزارتي شؤون المحاربين القدامى والداخلية. كما فازت في سبتمبر الماضي بعقد جديد مع مصلحة الضرائب الأميركية بقيمة 100 مليون دولار، بعد عقد سابق بقيمة 30 مليون دولار مع وكالة الهجرة والجمارك (ICE).
هذه العقود عززت مكانة الشركة في المشهد السياسي الأميركي، إذ شارك الرئيس التنفيذي أليكس كارب ومسؤولون آخرون من الشركة في اجتماعات بالبيت الأبيض تناولت قضايا الأمن القومي، وفقًا لتقارير رويترز وبلومبيرغ. كما ساهمت Palantir في دعم فعاليات حكومية ورعاية مبادرات عسكرية، وهو ما رسخ صورتها كشركة تجمع بين التكنولوجيا والولاء الوطني.
على الجانب الثقافي، تحوّلت Palantir إلى ما يشبه ظاهرة جماهيرية بين المستثمرين الأفراد، إذ تصدرت قائمة أكثر الأسهم شراءً من قبل المتداولين الصغار، بحسب بيانات MarketWatch. كما أنشأت الشركة متجرًا إلكترونيًا يبيع منتجات تحمل صور مؤسسيها وشعاراتها، وأطلقت برنامج “Meritocracy Fellowship” الذي يشجع الشباب على العمل بدلاً من متابعة التعليم الجامعي، وتلقى أكثر من 500 طلب في عام واحد.
ورغم الجدل حول قيمتها السوقية المبالغ بها، يبدو أن Palantir تستفيد من موجة الحماس حول الذكاء الاصطناعي والتقنيات الدفاعية، في وقت يواصل فيه مديرها التنفيذي كارب تحدي المحللين، مؤكدًا أن "أحدًا لا يعرف حقًا ما تستحقه بلانتير"، كما نقلت وول ستريت جورنال.
