"ريفرم" فاراج يكتسح معاقل الفقر في بريطانيا ويقلب موازين السياسة التقليدية

تشير بيانات تحليلية نشرتها بلومبيرغ إلى تحوّل سياسي واسع في بريطانيا، إذ تتجه المناطق الأفقر في البلاد بشكل شبه جماعي نحو حزب "ريفرم يو كيه" الذي يقوده نايجل فاراج، ما يهدد النظام السياسي القائم على هيمنة حزبي العمال والمحافظين منذ قرن.
ووفقاً لتحليل أجرته بلومبيرغ استناداً إلى بيانات استطلاع الرأي من YouGov والنسب الرسمية للفقر التي نشرتها وزارة الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي، فإن تسعة من أصل عشرة من أكثر المقاعد فقراً في إنجلترا ستذهب لحزب ريفرم إذا أُجريت الانتخابات الآن. كما يتوقع أن يحصل الحزب على 311 مقعداً في البرلمان، أي ما يقارب الأغلبية، متقدماً بفارق كبير على حزب العمال.
ويُعزى صعود الحزب إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، خصوصاً في مناطق مثل جايويك في مقاطعة كلابتون، والتي تعدّ الأكثر حرماناً في إنجلترا، إضافة إلى بلاكبول التي تتصدر قائمة المناطق الأكثر تضرراً من البطالة.
ويقول خبراء السياسة إن حزب فاراج أصبح فعلياً حزب الطبقة العاملة الجديد، بعد أن تبنّى مواقف قومية واقتصادية تستهدف الناخبين الساخطين من فشل الأحزاب التقليدية في معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع الاستثمار المحلي.
وبحسب جون كيرتيس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، فإن دعم ريفرم لا يرتبط فقط بالمواقف المحافظة أو بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بل يعكس "شعوراً متزايداً بأن الاقتصاد لم يُصلح بعد".
وفي الوقت نفسه، تشهد حزب الخُضر تقدماً في المناطق الحضرية الفقيرة، خاصة في لندن وبرمنغهام، مدفوعاً بسياسات اقتصادية يسارية يقودها زعيمه الجديد زاك بولانسكي، الذي يطرح أفكاراً مثل فرض ضريبة على الثروة، مستفيداً من الغضب الشعبي تجاه ارتفاع الإيجارات وتكاليف المعيشة.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن حزب الخضر ينافس العمال بقوة في المدن الكبرى، بينما يحتل حزب الديمقراطيين الأحرار مكانة قوية في الأحياء الأكثر ثراءً.
ويعكس هذا التحول، بحسب بلومبيرغ، انهيار الانقسام التقليدي بين اليمين واليسار في السياسة البريطانية، ليحل محله خط فاصل جديد بين من يؤيدون النظام القائم ومن يعارضونه.
