Contact Us
Ektisadi.com
سيارات ونقل

أسوأ مرحلة قد تكون انتهت لقطاع السيارات الأوروبي بعد عام صعب

4 نوفمبر 2025
0567869C-B723-49A3-A431-6A8FFB801898

يبدو أن شركات السيارات الأوروبية بدأت تتجاوز أسوأ مراحلها بعد عام 2025 الصعب، إذ تشير التوقعات اليوم الثلاثاء إلى تعافٍ تدريجي في الأرباح خلال العام المقبل، مدفوعًا بإجراءات خفض التكاليف وخطط إعادة الهيكلة، بحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ. وأظهرت بيانات “بلومبيرغ إنتليجنس” أن مؤشر قطاع السيارات في أوروبا (Stoxx Europe 600 Auto) يتجه لتحقيق انتعاش واضح في الأرباح خلال عامي 2026 و2027، بعدما شكّل عام 2025 نقطة القاع بالنسبة لأداء القطاع، وفق الاستراتيجي لوران دولييه من بلومبيرغ. وأوضح التقرير أن الحوافز الجديدة للمركبات الكهربائية وخطط التقشف والإصلاحات الاستراتيجية تمنح نظرة أكثر إشراقًا للمرحلة المقبلة.

وشهد العام الجاري تحديات غير مسبوقة في صناعة السيارات، إذ تراجعت الأرباح تحت ضغط عوامل متعددة شملت الرسوم الأميركية على الصادرات الأوروبية، وضعف الطلب في الصين، والمنافسة القوية من الشركات الصينية، إضافة إلى تباطؤ سوق السيارات الكهربائية. كما واجهت شركات كبرى مثل بورشه وستيلانتيس ورينو خسائر كبيرة نتيجة إعادة تقييمات محاسبية وتكاليف إعادة هيكلة وتغيرات في خطوط الإنتاج.

وأشارت وكالة أسوشييتد برس إلى أن الشركات الفاخرة الأوروبية عانت خصوصًا من تراجع الطلب في الصين وتباطؤ السوق الأميركية، فيما ذكرت رويترز أن الخلاف بين هولندا والصين حول شركة “Nexperia” المصنعة للرقائق الإلكترونية تسبب في نقصٍ حادٍّ بالمكونات الحيوية، مما عرقل إنتاج فولكسفاغن في ألمانيا الأسبوع الماضي. وقال محلل “سيتي غروب” روس ماكدونالد إن إنتاج السيارات الأوروبي يسير “بإيقاع أبطأ مكوناته”، محذرًا من أن أزمة الرقائق قد تستمر حتى نهاية العام.

في المقابل، بدأت بعض مؤشرات التفاؤل بالظهور. فبحسب بلومبيرغ، أطلقت الحكومة الألمانية حزمة دعم جديدة بقيمة 3 مليارات يورو لقطاع السيارات الكهربائية حتى عام 2029، في وقت ارتفعت مبيعات السيارات الأوروبية لثلاثة أشهر متتالية حتى أيلول/ سبتمبر. كما أشارت بورشه في نتائجها الأخيرة إلى أن “الأسوأ قد انتهى”، فيما أعلنت مرسيدس بنز عن برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة ملياري يورو للحفاظ على ربحيتها.

ورأت بلومبيرغ أن تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يشكل عامل دعم إضافيًا للقطاع، إذ يعزز فرص استئناف توريد أشباه الموصلات من شركة “Nexperia” إلى المصانع الألمانية. وأضافت الوكالة أن فولكسفاغن، رغم تكبدها خسائر محاسبية بقيمة 2.7 مليار يورو نتيجة إعادة هيكلة بورشه، حققت تدفقات نقدية قوية وهوامش ربحية مستقرة في الربع الثالث، ما دعم ثقة المستثمرين في قدرة القطاع على التعافي خلال العامين المقبلين.

وبحسب محللي “دويتشه بنك”، فإن إطلاق نماذج جديدة وتطبيق إجراءات خفض النفقات سيشكلان الأساس لتحسن مستدام في الأرباح بدءًا من عام 2026، وهو ما يشير إلى أن قطاع السيارات الأوروبي بدأ فعلاً طي صفحة أزمته.