مايكروسوفت تستثمر 8 مليارات دولار في الإمارات للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة مايكروسوفت كورب عن خطط لاستثمار أكثر من 7.9 مليار دولار في دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات مراكز البيانات، والحوسبة السحابية، وتطوير القوى العاملة خلال السنوات الأربع المقبلة، وذلك بعد حصولها على موافقة من الحكومة الأمريكية لتصدير شرائح الذكاء الاصطناعي إلى الدولة الخليجية، وفقاً لما نقلته بلومبيرغ.
وكشف رئيس مايكروسوفت براد سميث عن الالتزام الاستثماري يوم الاثنين في أبوظبي، مشيراً إلى أن الاستثمار يشمل زيادة عدد شرائح Nvidia المتقدمة للذكاء الاصطناعي التي ستديرها الشركة في الإمارات تقريباً ثلاثة أضعاف. وتعد هذه الشرائح حيوية للعمليات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وكانت مقيدة سابقاً بسبب ضوابط التصدير الأميركية.
وقال سميث لتلفزيون بلومبيرغ على هامش مؤتمر أديبك للنفط: "هذه الأموال ليست جمعاً للرأسمال، بل هي استثمارات ننفقها هنا. نحن نشهد طلباً متزايداً بشكل هائل."
وبموجب الخطة، ستستثمر مايكروسوفت نحو 5.5 مليار دولار في النفقات الرأسمالية على البنية التحتية للسحابة والذكاء الاصطناعي من 2026 وحتى 2029، مع تخصيص نحو 2.4 مليار دولار إضافية لتغطية النفقات التشغيلية وتوظيف الكوادر المحلية. وأكدت الشركة أنها ستستثمر إجمالياً 15.2 مليار دولار في الإمارات بين 2023 و2029، مما يعزز دورها في دعم طموحات الدولة في تنويع الاقتصاد من النفط إلى التكنولوجيا الرقمية.
وقد استثمرت مايكروسوفت بالفعل 1.5 مليار دولار في شركة G42 الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، والتي تقدم خدمات في الأمن السيبراني والسحابة والتقنيات الفضائية. كما انضم سميث إلى مجلس إدارة الشركة. وفي وقت سابق من 2024، اختارت شركة OpenAI، أكبر شريك لمايكروسوفت، الإمارات لتكون أول دولة خارج الولايات المتحدة تستضيف مشروع مركز البيانات Stargate.
يأتي هذا الاستثمار في وقت تشهد فيه صادرات أشباه الموصلات إشرافاً دولياً مكثفاً. وأفادت بلومبيرغ في أكتوبر بأن الولايات المتحدة وافقت على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي للشركات الأمريكية العاملة في الإمارات وفق شروط أمنية صارمة. وأكدت مايكروسوفت أنها نشرت سابقاً 21,500 شريحة تعادل وحدات معالجة الرسوميات A100 من Nvidia في الإمارات بموافقات إدارة بايدن، وتخطط لشحن 60,400 شريحة إضافية، بما في ذلك بعض وحدات GB300 الجديدة من Nvidia، خلال أشهر وليس سنوات.
توظف مايكروسوفت حالياً نحو 1,000 مهندس بدوام كامل في الإمارات، وأقامت مختبراً للذكاء الاصطناعي في الدولة. ومنذ بداية 2023، استثمرت الشركة نحو 5.8 مليار دولار في الإمارات، ما يعكس أهمية الخليج كمركز استراتيجي لعملياتها في السحابة والذكاء الاصطناعي.
عالمياً، سجلت مايكروسوفت 34.9 مليار دولار في النفقات الرأسمالية خلال الربع الأخير وحده، ما يعكس توسعها الكبير في البنية التحتية للسحابة والذكاء الاصطناعي رغم المخاوف من فقاعة محتملة في قطاع التكنولوجيا.
كما تجعل الموارد الطاقية الوفيرة والثروة النفطية والروابط الوثيقة مع الولايات المتحدة من الإمارات شريكاً مفضلاً لشركات وادي السيليكون. وتعد مايكروسوفت أول شركة أميركية تحصل على موافقات حكومية تحت إدارات ترامب وبايدن لنشر شرائح الذكاء الاصطناعي في الدولة، وسط مخاوف من إمكانية وصول هذه التكنولوجيا لاحقاً إلى دول أخرى، بما فيها الصين.
ويؤكد هذا الاستثمار الاستراتيجي التزام مايكروسوفت بتوسيع قدرة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز خدمات السحابة، ودعم التطور التكنولوجي في منطقة الشرق الأوسط.
