الاستثمار الجديد الأكثر جذباً: الطائرات المسيّرة الأوكرانية تستقطب اهتمام المستثمرين الغربيين

تشهد شركات الطائرات المسيّرة الأوكرانية موجة متزايدة من الاستثمارات الأجنبية، مع تزايد اهتمام المستثمرين الغربيين بالتكنولوجيا الدفاعية التي أثبتت فاعليتها في ميادين القتال، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. ومنذ اندلاع الحرب مع روسيا عام 2022، تحوّلت أوكرانيا إلى مركز عالمي لتطوير الطائرات المسيّرة منخفضة الكلفة ومرتفعة الكفاءة مقارنة بنظيراتها الغربية.
ووفقاً لما نقلته وول ستريت جورنال عن مؤسسين ومستثمرين في القطاع، فإن تدفق رؤوس الأموال إلى شركات التكنولوجيا الدفاعية الأوكرانية شهد تسارعاً كبيراً هذا العام، مدفوعاً بقدرة تلك الشركات على تحقيق أرباح من تكنولوجيا مجرّبة في ساحات الحرب وبتزايد الإنفاق العسكري حول العالم.
وقال جاستن زيفي، الشريك المؤسس في شركة Green Flag Ventures التي تتخذ من لوس أنجلوس وكييف مقرين لها، إن الصورة النمطية عن شركات ناشئة تعمل في أنقاض الحرب لم تعد واقعية، مؤكداً أن هذه الشركات أصبحت مهنية وتعرف ما تقوم به. وأضاف، بحسب وول ستريت جورنال، أن الاهتمام بصندوق الشركة الإستثماري الأول البالغ 20 مليون دولار ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار كييف الأخير بالسماح للشركات الدفاعية بالتصدير لأول مرة ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين، إذ باتت الشركات الأوكرانية قادرة على المنافسة العالمية، بعد أن بدأت مسيرتها في ورش صغيرة أو مرائب محلية.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، جمعت شركة Swarmer ومقرها كييف 15 مليون دولار من جولة تمويلية شملت مستثمرين أميركيين، في ما وصفته وول ستريت جورنال بأنه أكبر استثمار في شركة دفاعية أوكرانية منذ بداية الحرب. وتطوّر الشركة برمجيات ذكاء اصطناعي تُستخدم لتنسيق هجمات أسراب الطائرات المسيّرة، وتخطط لافتتاح مكاتب في وارسو وأوستن في ولاية تكساس.
كما ذكرت الصحيفة أن شركة Ondas Capital الأميركية أعلنت نيتها استثمار 150 مليون دولار في تكنولوجيا دفاعية مجرّبة ميدانياً، معظمها في أوكرانيا، فيما تعهّدت أربع شركات أوروبية بضخ 100 مليون دولار إضافية خلال مؤتمر للتكنولوجيا الدفاعية عُقد في كييف بحضور نحو 5,000 مستثمر وتنفيذي، مقارنة بألف مشارك فقط العام الماضي.
ووفق التقرير، فقد جمعت شركة Teletactica المتخصصة في أنظمة اتصالات الطائرات المسيّرة 1.5 مليون دولار من مستثمرين بينهم Green Flag Ventures، ما مكّنها من توسيع إنتاجها للخطوط الأمامية والتوسع في لاتفيا وإستونيا.
وأضافت وول ستريت جورنال أن شركة MITS Capital الأميركية قامت بدمج أربع شركات دفاعية أوكرانية تحت كيان واحد يحمل اسم MITS Industries ويتخذ من الدنمارك مقراً له، في خطوة تهدف إلى ضمان معايير الحوكمة وتلبية الطلب الإسكندنافي على المعدات الدفاعية.
أما شركة Frontline الأوكرانية، فقد استحوذت شركة Quantum Systems الألمانية على 10% من أسهمها لمساعدتها على توسيع التصنيع في أوكرانيا. وتنتج Frontline طائرات مسيّرة يبلغ سعر الواحدة منها 3,000 دولار فقط، أي أقل من سدس كلفة نظيراتها الغربية، وفقاً للصحيفة.
وتوضح وول ستريت جورنال أن الحكومات الغربية بدأت تنظر إلى أوكرانيا كمصدر رئيسي لتكنولوجيا الطائرات المسيّرة منخفضة الكلفة وعالية الأداء. فقد منح البنتاغون الأميركي بالفعل عقوداً محدودة لشركات أوكرانية لتطوير طائرات بعيدة المدى وأنظمة مضادة للمسيّرات، فيما تجري مفاوضات مع كييف لتبادل التكنولوجيا مقابل عوائد مالية. كما وقّعت بريطانيا والدنمارك اتفاقات مشابهة لإنتاج المسيّرات الأوكرانية على أراضيهما.
وبحسب مجلس صانعي الأسلحة الأوكراني، يعمل في البلاد أكثر من 300 شركة لصناعة الطائرات المسيّرة، مع توقعات بزيادة عدد الشركات في أوروبا والولايات المتحدة. ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن السوق بات مزدحماً وأن مرحلة إعادة الهيكلة متوقعة بعد انتهاء الحرب.
وقال خالد هيليوي، الشريك في شركة الاستثمار Plural، في حديثه إلى وول ستريت جورنال، إن الغالبية العظمى من الشركات الناشئة لن تستمر، لكنه أضاف: «طالما أن بعضها سينجح، فسيكون هناك رابحون».