Contact Us
اقتصاد

استعادة العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين وسط نقاش قضايا حساسة

Gemini_Generated_Image_msfyj7msfyj7msfy

في أول لقاء له مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، رسّخ الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونغ أجواءً إيجابية في العلاقات بين سيئول وبكين، حيث اتفق الزعيمان على تعزيز السلام في شبه الجزيرة الكورية وتوسيع أطر التعاون العملي.

جاء اللقاء على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في غيونغجو، خلال زيارة دولة للصين استمرت ثلاثة أيام، وهي الأولى لرئيسها إلى كوريا الجنوبية منذ 11 عامًا. وركزت المحادثات على سعي كوريا الجنوبية للحفاظ على توازن دقيق بين تعزيز العلاقات مع الصين، أكبر شريك تجاري لها والحليف التقليدي لكوريا الشمالية، مع استمرار التنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة في ظل تصاعد التنافس بين القوى الكبرى.

خلال القمة، استعرض لي مبادرات حكومته المتعلقة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، وطلب من شي المساهمة بشكل بنّاء في استئناف الحوار مع كوريا الشمالية. من جهته، أكد شي التزام الصين بمواصلة جهودها لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، بحسب مستشار الأمن الوطني وي سونغ-لاك.

وفي مأدبة عشاء رسمية عقب القمة، صرح لي قائلاً: «اتفقنا على المضي قدمًا بثبات في طريق السلام، وأتوقع أن تلعب الصين دورًا بناءً لدعم عهد جديد من التعايش السلمي والنمو المشترك».

ناقشت الصين وكوريا الجنوبية سبل تعزيز التبادلات الثقافية خلال قمة ثنائية عُقدت يوم السبت في جيونغجو، مما أثار توقعات بإمكانية تخفيف القيود غير الرسمية التي تفرضها بكين على المحتوى الترفيهي الكوري الجنوبي.

ونقل تقرير لوكالة يوناهاب عن مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي وي سونغ-راك أن الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونغ أكدا على أهمية توسيع التعاون الثقافي، مشيرًا إلى أن "القيود القانونية والإجرائية" لا تزال تمثل عقبة أمام استعادة تبادل المحتوى بشكل كامل.

وكانت الصين قد فرضت منذ نحو عشر سنوات حظرًا غير رسمي على الترفيه الكوري الجنوبي، شمل حفلات البوب والدراما التلفزيونية والأفلام، وذلك على خلفية نشر كوريا الجنوبية لنظام الدفاع الصاروخي الأميركي، الذي تعتبره بكين تهديدًا للأمن القومي. وأشار النائب الكوري الجنوبي كيم يونغ-بي إلى أن الرئيس الصيني أبدى موقفًا إيجابيًا بشأن إمكانية تخفيف هذا الحظر.

ومن جانبه، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ للرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونغ استعداد الصين لتعميق الحوار والتعاون مع كوريا الجنوبية لمواجهة التحديات المشتركة، وتعهد بـ«إضافة مزيد من الطاقة الإيجابية لتعزيز السلام والتنمية في المنطقة» بحسب بلومبيرغ.

وأوضح شي أن بكين تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع سيئول، وستستمر في الحفاظ على استقرار واتساق سياساتها، مشدداً على رغبتها في تعزيز التواصل بين البلدين. وبالإضافة إلى القضايا الأمنية، بحث الزعيمان سبل توسيع التعاون العملي في مختلف القطاعات.

وعلى هامش القمة، وقعت الحكومتان اتفاقية لتبادل العملات، إلى جانب ست مذكرات تفاهم لتوسيع التعاون في مجالات رئيسية. وشملت الاتفاقيات تجديد اتفاقية مبادلة العملات بين بنك كوريا وبنك الشعب الصيني بقيمة 70 تريليون وون حوالي 48.9 مليار دولار لمدة خمس سنوات إضافية، بعد انتهاء الاتفاقية السابقة الشهر الماضي.

كما تضمنت المذكرات تعزيز التبادلات والخدمات والتجارة بين البلدين بهدف تطوير اتفاقية التجارة الحرة، بالإضافة إلى اتفاقية للتعاون بين وكالات إنفاذ القانون لمواجهة جرائم التصيد الاحتيالي والاحتيال عبر الإنترنت.

شملت المحادثات أيضاً ملفات حساسة، مثل العقوبات الصينية الأخيرة على شركات تابعة لشركة بناء السفن الكورية "هانهوا أوشن" في الولايات المتحدة، التي اتهمتها بكين بالتعاون مع تحقيق أمريكي يتعلق بالصناعات البحرية وبناء السفن الصينية.

وأوضح مستشار الأمن الوطني" وي سونغ-لاك" أن الزعيمين ناقشا أيضاً قضايا أخرى مثيرة للخلاف، مثل تركيب الصين لهياكل فولاذية في مناطق متنازع عليها في البحر الأصفر وقيود بكين على الواردات الثقافية من كوريا الجنوبية، من دون التطرق لتفاصيل محددة.

واعتبر" وي" أن القمة تمثل خطوة نحو «استعادة كاملة» للعلاقات بين سيئول وبكين، بفضل الدبلوماسية البراغماتية التي اعتمدتها إدارة لي، والتي ركزت على حماية المصالح الوطنية بحسب وكالة يونهاب للأنباء.