Contact Us
تعليم وثقافة

بالانتير تتحدى الجامعات... برنامج Meritocracy للثانوية مباشرة

Gemini_Generated_Image_afesv0afesv0afes

أطلقت شركة بالانتير (Palantir Technologies) برنامجًا يسمح لخريجي الثانوية بالعمل بدوام كامل دون الحصول على شهادة جامعية. وتأتي هذه الخطوة في إطار رؤية الرئيس التنفيذي أليكس كارب الذي يرى أن الجامعات الأمريكية لم تعد قادرة على إعداد موظفين ذوي كفاءة حقيقية للسوق المتغير، خاصة في مجالات البيانات والتحليلات المتقدمة. أحد المتقدمين، ماتيو زانيني، واجه خيارًا صعبًا بين قبول الزمالة أو الالتحاق بجامعة براون بمنحة كاملة من وزارة الدفاع، واختار الانضمام إلى بالانتير رغم معارضة أصدقائه وأساتذته.

البرنامج الذي يحمل اسم Meritocracy Fellowship، استقطب أكثر من 500 متقدم من خريجي الثانوية، ويعكس محاولة بالانتير (Palantir) إعادة تعريف مسار التعليم المهني في الولايات المتحدة. المتدربون يعملون على مشاريع حقيقية منذ اليوم الثالث، بما في ذلك مشاريع مع القطاع الحكومي، المستشفيات، شركات التأمين، والصناعات الدفاعية، وهو ما يضعهم أمام تحديات عملية غير مسبوقة في مثل أعمارهم وتجربتهم حسب وول ستريت.

بدأت الزمالة بأربعة أسابيع مكثفة من الندوات التي شملت محاضرات حول أسس الحضارة الغربية، تاريخ الولايات المتحدة، القيادة، ودراسات حالة لشخصيات تاريخية مثل أبراهام لنكولن وونستون تشرشل، بالإضافة إلى زيارات ميدانية إلى مواقع تاريخية مثل معركة جيتيسبيرغ. الهدف هو تقديم منظور أوسع حول الثقافة الغربية والتحديات التي تواجهها، مع التركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات في بيئة عملية.

أظهر المتدربون محدودية خبرتهم الأولية، فقد سأل أحدهم عن كيفية تدوين الملاحظات خلال المحاضرات، بينما اكتشف آخرون صعوبة العمل على مشاريع مباشرة مع العملاء. وقد سمحت هذه التجربة للشركة بتقييم أداء المتدربين قبل اتخاذ أي قرار بشأن عروض الوظائف الدائمة، وهو ما يعد سابقة مقارنة بالبرامج التدريبية التقليدية التي غالبًا ما تركز على الملاحظة والتعلم النظري.

تأتي هذه التجربة ضمن فلسفة كارب التي ترى أن الجامعات الحديثة “تنتج خريجين منشغلين بالعبارات العامة”، وأن التدريب العملي المكثف يمثل طريقة أكثر فعالية لإعداد الكفاءات المطلوبة في سوق التكنولوجيا، خصوصًا في الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة. البرنامج يمنح المتدربين الفرصة للبقاء بعد الزمالة بدوام كامل، أو العودة لاحقًا لإكمال تعليمهم الجامعي، ما يعكس مرونة غير مسبوقة في الجمع بين التعليم والعمل المباشر وفقاً لوول ستريت.

الدورة التدريبية تضمنت أيضًا مواضيع غير تقنية، مثل قراءة سيرة فريدريك دوغلاس، ودورات التمثيل المرتجل لتحسين مهارات العرض الشخصي والتفكير السريع، وجلسات نقاش حول القيم الغربية، والالتزام المجتمعي، بما يعزز فهم المتدربين للبيئة الثقافية والسياسية التي تعمل فيها الشركات الكبرى. وقد صادف المشاركين أثناء رحلة ميدانية إلى موقع معركة جيتيسبيرغ تلقي خبر اغتيال الناشط السياسي تشارلي كيرك، ما أضاف بعدًا تاريخيًا وواقعيًا لتجربتهم.

بعد انتهاء الأسبوعين الأولين من الانخراط مع الفرق العملية، بدأت الشركة تقيّم مستوى أداء كل متدرب، حيث وُضعوا على مشاريع حية ومعقدة في قطاعات متنوعة، بدءًا من المستشفيات والشركات المالية وصولًا إلى العمل مع العملاء الحكوميين، وهو ما منحهم شعورًا حقيقيًا بالمسؤولية المهنية من اليوم الأول. وقد أظهرت بعض الحالات أن بعض المتدربين تفوقوا بشكل استثنائي، بينما احتاج آخرون إلى دعم أكبر لتأقلمهم مع بيئة العمل المكثفة بحسب وول ستريت.

تتراوح فرص العمل الدائم بعد انتهاء الزمالة بين جميع المشاركين البالغ عددهم 22 متدربًا، وتؤكد الشركة أن القرار سيُتخذ على أساس الأداء والقدرة على التكيف مع المشاريع الواقعية، وليس على أساس المؤهلات الأكاديمية السابقة. بعض المتدربين يبدون اهتمامًا بالبقاء في الشركة حتى لو تعارض ذلك مع رغبات أسرهم، في حين قد يختار آخرون العودة لإكمال تعليمهم الجامعي.

يُشير مديرو البرنامج إلى أن التجربة تمنح الشباب مسؤوليات غير مسبوقة، إذ يُسمح لهم بالمشاركة في مشاريع مؤثرة منذ الأيام الأولى، وهو ما يعكس تحولًا في طريقة تدريب المواهب في شركات التكنولوجيا الكبرى. كما تعكس الفلسفة الجديدة لبالانتير رؤية أوسع لإعادة تعريف مسار التعليم والعمل، وفتح الباب أمام بدائل غير تقليدية لتأهيل الشباب بشكل مباشر وفعّال في سوق عمل سريع التطور.