شركات الغازات الصناعية تخفي أكبر استهلاك للكهرباء في العالم

تتصدر شركات الغازات الصناعية مثل ليندي Plc، إير ليكيد SA، وإير برودكتس أند كيميكالز Inc. قائمة أكبر مستهلكي الكهرباء في العالم، متجاوزة استخدام شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Google وMicrosoft، وشركات الطاقة مثل TotalEnergies وShell، وفقًا لتقرير حديث لمنظمة Action Speaks Louder. رغم ذلك، هذه الشركات غير معروفة للجمهور لأنها تزود صناعات كبرى مثل الكيميائيات والحديد والصلب بالناتج الصناعي، بدلاً من المستهلكين المباشرين.

إنتاج الغازات الصناعية مثل النيتروجين والأكسجين والهيليوم يعتمد على وحدات فصل الهواء الضخمة التي تستخدم ضواغط عملاقة، وهي السبب الرئيس لاستهلاك الكهرباء المرتفع في الصناعة، وتساهم وحدها بنسبة 2% من إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون في كل من الصين والولايات المتحدة، أكبر دولتين ملوثتين في العالم. كما تنتج هذه الشركات غازات عملية كثيفة الاستهلاك للطاقة مثل الهيدروجين وأول أكسيد الكربون والأسيتيلين، المستخدمة في الصناعات الكيميائية واللحام.

بلومبيرغ أشارت إلى أن شركة ليندي سجلت استخدامًا للكهرباء في 2024 يفوق Google وSamsung وTotalEnergies، لكنها تواجه إنتقادات بسبب أهدافها المناخية الضعيفة مقارنة بمنافسيها. فبينما تلتزم الشركة بالوصول إلى صافي إنبعاثات صفرية بحلول 2050، فإن هدفها لعام 2028 يركز على تقليل كثافة الانبعاثات لكل وحدة كهرباء مستهلكة، ما قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع الإنبعاثات الإجمالية. ومع ذلك، وعدت الشركة بتخفيض الانبعاثات المطلقة بنسبة 35% بحلول 2035 مقارنة بعام 2021.

صرح الرئيس التنفيذي لشركة ليندي، سانجيف لامبا، بأن بعض العملاء الصناعيين "فوّضوا" الانبعاثات إلى الشركة، ما يعني أنهم يشترون الغازات بدلاً من إنتاجها بأنفسهم. وأضاف أن استهلاك الشركة الكبير للكهرباء يمكن أن يمنحها القدرة على توسيع استخدام الطاقة المتجددة. وفي تقرير الاستدامة لعام 2024، ذكرت ليندي أنها تحصل على 47% من الكهرباء من مصادر منخفضة الكربون، إلا أن فقط 14% يمكن تتبعها مباشرة إلى مصادر متجددة حقيقية، فيما يعتمد الباقي على شراء شهادات الطاقة المتجددة أو تقييمات كثافة الكربون للشبكات.

أما Air Products، فهي الأكثر طموحًا في خطط الطاقة المتجددة، حيث تهدف إلى رفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء من 23% في 2023 إلى أكثر من 90% بحلول 2030، إلا أن تقرير Action Speaks Louder انتقد ضعف شفافية الشركة في الإفصاح عن كيفية الحصول على هذه الطاقة.

Air Liquide تأتي في المرتبة الوسطى، مع التزام بالوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول 2050، وهدف للطاقة المتجددة بحلول 2035، كما أنها كهربت أكثر من 90% من وحدات فصل الهواء لتحسين الكفاءة وتقليل استهلاك الطاقة. لكن تقارير الشركة ما زالت تفتقر إلى الشفافية، وتعتمد بشكل كبير على شهادات الطاقة غير المرتبطة مباشرة بالإنتاج.

تزداد الضغوط على موردي الغازات الصناعية من المجتمع الإستثماري والمنظمات البيئية. ففي نيسان/أبريل، أصدرت Share Action تقريرًا يؤكد ضعف استراتيجيات هذه الشركات للتحول نحو الطاقة المتجددة، مؤكدًا أنها تفشل في خفض تكاليف الطاقة وزيادة عوائد المساهمين. كما وقع 22 مستثمرًا يمتلكون 2.1 تريليون دولار على رسالة تطالب ليندي بمحاذاة أنشطتها مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.