الصين تقلّص وارداتها من فول الصويا الأميركي وتزيد اعتمادها على البرازيل

تراجعت واردات الصين من فول الصويا الأميركي بشكل حاد هذا الموسم لتصل إلى أقل من نصف حجم العام الماضي، إذ لم تتجاوز الكميات الحالية نصف الـ27 مليون طن التي اشترتها الصين من الولايات المتحدة في الموسم السابق، وفقًا لتقرير بلومبيرغ.
ويعود هذا الانخفاض إلى أن شركات التكسير ومزارع تربية الخنازير ومصانع الأعلاف الصينية لا تحتاج في الوقت الراهن إلى مزيد من فول الصويا، بعد أن راكمت مخزونات مرتفعة تفوق المستويات المعتادة، إضافة إلى احتياطات حكومية وفّرت هامش أمان إضافيًا في السوق المحلية.
ورغم ذلك، من المتوقع أن تعود واردات الصين من فول الصويا الأميركي إلى مستويات أكثر استقرارًا خلال الفترة المقبلة، في حال التزمت البلاد بشراء 25 مليون طن كما تم الاتفاق عليه، بحسب المحلل بيسنت. غير أن هذا الرقم يبقى أقل من حجم المشتريات التي تم تسجيلها بعد توقيع اتفاق المرحلة الأولى التجاري خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حين ارتفعت الواردات إلى 34.2 مليون طن في موسم 2020-2021.
ومنذ ذلك الحين، عملت الصين على تنويع مصادر توريدها لتقليل اعتمادها على خصمها الجيوسياسي الرئيسي في سلعة تُعدّ أساسية للأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي. وقد كانت البرازيل، أكبر منتج لفول الصويا في العالم، المستفيد الأكبر من هذا التحول، إذ واصلت توسيع إنتاجها بوتيرة سريعة.
ومع حلول كانون الثاني/ يناير المقبل، سيواجه المزارعون الأميركيون منافسة شرسة للفوز بالزبائن الصينيين، خاصة أن البرازيل تستعد لطرح حصاد قياسي جديد في الأسواق. ومع ذلك، فإن اعتماد الصين المتزايد على الإمدادات البرازيلية قد يحمل مخاطر إضافية تتمثل في ارتفاع التكاليف وتأثر الإمدادات بالظروف المناخية في أميركا الجنوبية.