Contact Us
اقتصاد

ترامب وشي جين بينغ يخففان التوتر التجاري وBYD تواجه انهيار الأرباح

freepik__illustration-of-global-trade-and-technology-showin__23616

في خطوة تاريخية تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، توصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ إلى اتفاق مؤقت يشمل تمديد هدنة الرسوم الجمركية، وتخفيف القيود على الصادرات، وإلغاء بعض الحواجز التجارية، وفق ما نقلت بلومبيرغ.

وجاءت هذه الخطوة خلال أول لقاء مباشر بين الرئيسين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، حيث اتفق الطرفان على أن توقف الصين القيود الشاملة على تصدير المغناطيسات النادرة سيكون مقابل موافقة الولايات المتحدة على تخفيف بعض القيود الموسعة المفروضة على الشركات الصينية. كما قررت واشنطن خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية المرتبطة بالفنتانيل إلى النصف، بينما تستأنف بكين شراء كميات كبيرة من فول الصويا والذرة وأنواع أخرى من المنتجات الزراعية، في خطوة وصفت بأنها “دفعة كبيرة لتوازن العلاقات الاقتصادية”.

كما أعلنت وزارة التجارة الصينية عن تمديد تعليق بعض الرسوم المتبادلة على الواردات الأميركية لمدة عام إضافي، فيما أوضح ترامب أن الرئيس شي سيتخذ خطوات ملموسة للحد من تدفق المواد الكيميائية المسببة لصناعة الفنتانيل. وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه يخطط لزيارة الصين في نيسان/أبريل المقبل، فيما سيزور شي الولايات المتحدة بعد ذلك، مؤكدين على أهمية استمرار الحوار.

وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية فور مغادرته اجتماع القمة في بوسان، كوريا الجنوبية: "إذا اعتبرنا المقياس من صفر إلى عشرة، حيث يمثل 10 الأفضل، فسأضع الاجتماع عند 12. العلاقات بين البلدين مهمة جدًا، وكان اللقاء إيجابيًا للغاية".

من جانبه، شدد شي على أن الحوار أفضل من المواجهة، داعيًا إلى مزيد من التعاون في مجالات التجارة والطاقة والذكاء الإصطناعي، بحسب وكالة شينخوا. وأضاف أن الفرق الفنية لكلا البلدين يجب أن تُنفذ الاتفاقيات بسرعة وتقدم نتائج ملموسة لطمأنة اقتصادات الصين والولايات المتحدة والعالم.

وعلى الرغم من التفاؤل، شهدت الأسواق المالية تذبذبًا محدودًا، حيث انخفضت الأسهم الآسيوية بمقدار 0.4%، بينما تقلبت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بين المكاسب والخسائر الطفيفة، ما يعكس حالة الانتظار الحذر بين المستثمرين حتى تنفيذ تفاصيل الاتفاق.

التداعيات الاقتصادية:

يعد الاتفاق بمثابة حل مؤقت لأشهر من التصعيد التجاري بين الصين والولايات المتحدة، والتي شهدت تهديدات بفرض رسوم جديدة وقيود تصدير محتملة كان من شأنها تعطيل سلاسل الإمداد العالمية والتأثير على الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، لا يزال الاتفاق يفتقر إلى معالجة القضايا الجوهرية في المنافسة الاقتصادية بين البلدين، بما في ذلك وصول الشركات الأمريكية إلى منتجات متقدمة مثل رقائق Nvidia وموضوع تايوان.

وبينما لم يتطرق اللقاء إلى فتح كامل للوصول إلى أحدث شرائح Nvidia Blackwell، أكد ترامب أن هناك مناقشات محدودة حول منتجات أخرى للشركة، وأنه سيجري محادثة لاحقة مع الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، جينسن هوانغ.

تعد خطوة تخفيض الرسوم الجمركية على الفنتانيل من 20% إلى 10% انتصارًا مهمًا لبكين، ما يعزز من قدرة صادراتها التنافسية مقارنة بالمنافسين الذين استمتعوا برسوم أقل نسبيًا. كما أوقف ترامب التهديد بزيادة الرسوم الجمركية بنسبة 100% الذي كان مقررًا أن يبدأ في الشهر المقبل.

وفي سياق مشابه من التداعيات الاقتصادية العالمية، أعلنت شركة BYD Co.، أكبر صانع سيارات كهربائية في العالم، عن تراجع أرباحها للربع الثالث بنسبة 33% على أساس سنوي إلى 7.82 مليار يوان (حوالي 1.1 مليار دولار)، وسط تصاعد المنافسة المحلية واهتمام الحكومة الصينية بوقف حرب الأسعار في سوق السيارات الكهربائية، بحسب بلومبيرغ. وسجلت إيرادات الشركة انخفاضًا بنسبة 3% لتصل إلى 194.98 مليار يوان، أقل من التقديرات التي كانت تبلغ 216 مليار يوان.

وسلّمت BYD نحو 1.15 مليون مركبة جديدة للطاقة، بما في ذلك السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن، بانخفاض 1.8% عن الربع نفسه من 2024، بينما شهدت منافستها Geely وChongqing Changan زيادة في المبيعات بنسبة 96% و84% على التوالي.

وتواجه BYD تحديًا للحفاظ على موقعها القيادي في السوق الصينية، بعد أن خسرت في سبتمبر لقب الشركة الصينية الأكثر مبيعًا لصالح SAIC Motor Corp.، في أول تراجع سنوي لمبيعاتها منذ 18 شهرًا. ويعزى التباطؤ في المبيعات إلى جهود الشركة لتقليل المخزون استعدادًا لطرح طرازات 2026، بينما تضاعفت مبيعاتها في الأسواق الخارجية بنسبة 160% بفضل الطلب في أوروبا وأمريكا اللاتينية.

وتواصل الشركة ضخ استثمارات كبيرة في البحث والتطوير لدعم تحديث المنتجات وتوسيع الطرازات الفاخرة عالية الهامش تحت علامتي Yangwang وFangchengbao في العام المقبل، في محاولة للحفاظ على حصتها في السوق والمنافسة عالميًا.

وتدعو الحكومة الصينية الصناعات، بما فيها قطاع السيارات، إلى إنهاء حرب الأسعار غير المستدامة، في محاولة للحفاظ على جودة المنتجات ودعم الاستقرار الاقتصادي، إلا أن التأثير حتى الآن يبدو محدودًا، فيما يتوقع مراقبو السوق زيادة إضافية في المبيعات خلال الربع الأخير من العام قبل تقليص بعض الدعم والإعفاءات الضريبية.