أرخص عشر وجهات للسفر في العالم

في عالم يشهد تضخماً متزايداً وارتفاعاً في أسعار السياحة العالمية، ما زالت هناك وجهات تقدم تجارب سفر مدهشة بأسعار زهيدة مقارنة بما يمكن أن يُنفق في مدن أوروبا أو أمريكا الشمالية. فبحسب بيانات موقع BudgetYourTrip لعام 2025، تتراوح كلفة اليوم الواحد للمسافر الاقتصادي بين 9 و60 دولاراً فقط في بعض الدول الآسيوية وأميركا اللاتينية، وهي أرقام تؤكد أن السفر لم يعد حكراً على الأثرياء بل خياراً متاحاً لكل من يعرف كيف وأين يذهب.
في لاوس، يمكن للمسافر أن يعيش يوماً كاملاً بمبلغ لا يتجاوز 9 دولارات تشمل الطعام والسكن والنقل، وفق ما ذكر موقع Numbeo لتكاليف المعيشة الذي صنّفها من بين أرخص الدول في العالم. المدن الصغيرة مثل لوانغ برابانغ وفينتيان توفر بيئة سياحية طبيعية وثقافية فريدة بأسعار متدنية، خاصة عند الإقامة في بيوت الضيافة المحلية واستخدام الحافلات العامة للتنقل.
أما فيتنام فتبقى واحدة من أكثر الوجهات تنوعاً من حيث الأنشطة مع تكلفة معتدلة نسبياً، إذ يبلغ متوسط الإنفاق اليومي نحو 24 دولاراً فقط بحسب إحصاءات BudgetYourTrip. يمكن للسائح زيارة العاصمة هانوي أو خليج هالونغ باي والاستمتاع بالمأكولات الشعبية في أكشاك الشوارع مقابل دولارين أو ثلاثة فقط، وهي من أسرار الجذب السياحي في هذا البلد النامي الذي يستثمر في السياحة منخفضة التكلفة وفق تقارير World Travel Market.
وفي كمبوديا، يقدّر متوسط ما ينفقه المسافر في اليوم بنحو 26 دولاراً حسب بيانات Statista لعام 2024، مع أن الدخول إلى معابد أنغكور وات الشهيرة قد يزيد قليلاً من النفقات، إلا أن تكاليف السكن والطعام الشعبي تبقى الأرخص في جنوب شرق آسيا. وتشير بيانات Asian Development Bank إلى أن السياحة هناك أصبحت تشكل ما يزيد عن 12% من الناتج المحلي بسبب الإقبال المتزايد من الرحالة الشباب الباحثين عن المغامرة بأقل تكلفة.
أما الهند فتبقى نموذجاً فريداً في السفر الرخيص، إذ يمكن قضاء يوم كامل بنحو 17 دولاراً فقط وفق تقارير Lonely Planet لعام 2025. التنقل عبر القطارات المحلية وتناول الوجبات من المطاعم الشعبية يجعل الرحلة في مدن مثل ريشيكيش ودلهي القديمة تجربة غنية ثقافياً ومقتصدة اقتصادياً، خاصة أن الهند تمتلك شبكة نقل هي الأرخص عالمياً وفق مؤشر World Economic Forum للسياحة.
وفي نيبال، يمكن للزائر أن يعيش يوماً بميزانية لا تتجاوز 15 دولاراً، بحسب بيانات موقع Travel Off Path الذي أشار إلى أن الرحلات الجبلية مثل بوخارا وكاتمندو توفر إقامة وطعاماً بأسعار تنافسية جداً، مع أن تكاليف تصاريح التسلق قد ترفع الميزانية في بعض المسارات الجبلية الشهيرة.
أما في أمريكا الجنوبية، فتُعد بوليفيا من أرخص الوجهات في القارة، حيث يبلغ الإنفاق اليومي نحو 25 دولاراً وفق دراسة Global Travel Index، وتبرز مناطق مثل سالتا دي أويوني كوجهة استثنائية للمغامرين الباحثين عن الطبيعة الغريبة بتكلفة محدودة.
وفي غواتيمالا، يبلغ متوسط الإنفاق حوالي 56 دولاراً يومياً بحسب بيانات BudgetYourTrip، لكن هذه الكلفة يمكن خفضها إلى النصف عند استخدام وسائل النقل المحلية والإقامة في المدن الصغيرة مثل أنتيغوا وبحيرة أتيتلان، حيث يتيح الاقتصاد المحلي السياحي فرصاً للسفر بميزانية ضئيلة دون التضحية بالتجربة.
أما إندونيسيا فتمنح المسافر إمكانية قضاء يوم مميز بحدود 24 دولاراً فقط وفق Numbeo 2025، خصوصاً في الجزر غير السياحية مثل لومبوك وسومطرة، بينما تبقى بالي أكثر كلفة رغم شهرتها. وتشير تقارير وزارة السياحة الإندونيسية إلى أن السفر الداخلي في الأرخبيل بات محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي نتيجة انخفاض أسعار الخدمات.
ولا يمكن تجاهل مصر والمغرب كوجهتين عربيتين منخفضتي التكلفة، إذ تشير بيانات Statista 2025 إلى أن متوسط الإنفاق اليومي للسائح في مصر يبلغ نحو 35 دولاراً فقط، بينما في المغرب لا يتجاوز 40 دولاراً، مع أن السياح يتمتعون بتجارب ثقافية وتاريخية تضاهي أغلى الوجهات العالمية. الأسعار المنخفضة للفنادق والطعام المحلي في الأقصر وفاس ومراكش تجعل البلدين من أفضل الخيارات للمسافرين العرب الباحثين عن توازن بين الجودة والتكلفة.
السفر الإقتصادي لا يعني التضحية بالراحة أو التجربة، بل يعتمد على اختيار الوجهة المناسبة والتخطيط الذكي. فالحجز المسبق عبر الإنترنت واختيار الموسم الأقل ازدحاماً واستخدام وسائل النقل المحلية هي العوامل الأساسية لتقليص النفقات، بحسب تقرير Forbes Travel 2025 الذي يؤكد أن “السائح الذكي هو من يعرف متى وأين يسافر لا كم ينفق”.