وول ستريت تعزّز حضورها في السعودية بحثاً عن فرص استثمارية واعدة

تتسارع خطوات كبريات البنوك العالمية لتعميق وجودها في السعودية، في ظل التحولات الاقتصادية الضخمة التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتنويع الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية. فقد كشف ديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لبنك غولدمان ساكس، عن خطط لرفع عدد موظفي البنك في المملكة إلى نحو 60، مؤكداً أن “الوجود على الأرض يصنع الفرق” في اقتناص الفرص المتاحة.
وبحسب بلومبيرغ، يبرز قطاع الذكاء الاصطناعي كأحد أبرز المجالات التي تجذب المستثمرين العالميين، حيث أعلنت شركة بلاك ستون عن شراكة مع شركة “هيومن” السعودية الجديدة لتطوير مراكز بيانات بقيمة أولية تقدر بـ3 مليارات دولار، مع طموح لجعل المملكة ثالث أكبر مزوّد عالمي للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي بعد الولايات المتحدة والصين.
كما تمضي الرياض قدماً في تطوير أسواقها المالية وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، ما يفتح الباب أمام بنوك الاستثمار العالمية لزيادة نشاطها في إدارة الثروات وتمويل الديون. في هذا السياق، لعب جيه بي مورغان دوراً محورياً في ترتيب تمويل بقيمة 20 مليار دولار ضمن صفقة الاستحواذ على شركة “إلكترونيك آرتس” التي بلغت 55 مليار دولار، وسط منافسة قوية للفوز بجزء من عوائد الرسوم الضخمة.
ورغم تحديات تواجه الاقتصاد السعودي وتحول المملكة من مصدر رئيسي لرأس المال إلى طالب للاستثمارات الأجنبية، فإن العلاقات مع وول ستريت تشهد توسعاً مستمراً. فقد افتتحت سيتي غروب مقرها الإقليمي في الرياض، فيما أعلنت باركليز عودتها إلى السوق السعودي بعد غياب دام عقداً من الزمن.
ويرى مسؤولون مصرفيون أن السعودية ستبقى مركز ثقل اقتصادياً في المنطقة، خصوصاً مع استمرار صندوق الاستثمارات العامة بضخ استثمارات تتجاوز تريليون دولار محلياً ودولياً، وفقاً لبلومبيرغ.
ويؤكد قادة البنوك العالمية أن هذه المرحلة تمثّل بداية “عقد من النمو القوي” مدفوعاً بالتحوّل الاقتصادي والابتكار وارتفاع شهية المستثمرين الدوليين لدخول السوق السعودي.