بيروت تحتضن الدورة الـ21 للملتقى الإعلامي العربي برعاية رئيس الجمهورية

الرئيس جوزاف عون في افتتاح الملتقى الإعلامي العربي في بيروت، 29 تشرين الأول 2025 (وطنية)
بدأت أعمال الدورة الحادية والعشرين لـ"الملتقى الإعلامي العربي"، تحت عنوان "الإعلام والتنمية… شركاء الحاضر تحالف المستقبل"، برعاية وحضور رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبالتعاون مع وزارة الإعلام، وذلك في مركز المؤتمرات والتدريب التابع لشركة طيران الشرق الأوسط في بيروت.
ويشارك في الملتقى وزراء إعلام عرب، إلى جانب نخبة من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية وصنّاع القرار في مجالات الإعلام والتنمية، لمناقشة سبل تعزيز الشراكة بين الإعلام والقطاعات التنموية، وتبادل الخبرات في ضوء التحولات التكنولوجية السريعة التي تشهدها المنطقة.
ويُعدّ "الملتقى الإعلامي العربي" من أبرز المنصات السنوية التي تجمع قيادات ومهنيي الإعلام في الوطن العربي، حيث تأسس في الكويت عام 2003 بهدف تعزيز التكامل الإعلامي العربي وتبادل التجارب المهنية. وشهدت دوراته السابقة تناول قضايا تتعلق بحرية الصحافة، وأخلاقيات المهنة، ودور الإعلام في دعم التنمية المستدامة.
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في افتتاح الدورة الحادية والعشرين للملتقى الإعلامي العربي في بيروت، أن الإعلام هو شريك أساسي في التنمية، لما يملكه من تأثير على جميع فئات المجتمع، ودوره في توعية المواطنين وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في العملية التنموية. وقال: "الإعلام يصل المسؤول بالمواطن، ويحوّل التنمية إلى هم شخصي لكل فرد، ويجعلها معركة يجب الانتصار فيها".
وشدد أبو الغيط على أن القضية التنموية هي الأولوية الأولى للدول العربية، وأن الإعلام الواعي والمسؤول يساهم في تحقيق أهدافها، معتبراً أن المواطن هو غاية العملية التنموية ووسيلتها في الوقت نفسه. وأضاف أن الإعلام العربي يجب أن يكون مواكباً للتكنولوجيا والأفكار الحديثة، مبتعدًا عن التحريض والإثارة، ومرتكزًا على النقد البناء، وصون وحدة المجتمعات بعيدًا عن الطائفية والتعصب.
وتطرق أبو الغيط إلى الأحداث الإقليمية، مؤكدًا أن حرب إسرائيل على غزة عار على الإنسانية، ومشدداً على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار قطاع غزة، وأنه لا مكان لأوهام الاحتلال في الشرق الأوسط العربي. وأكد موقف الجامعة العربية الداعم لسيادة لبنان، مطالبًا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيه، وتطبيق القرار 1701، مع الثقة بقدرة الجيش اللبناني على فرض حصرية السلاح بيد الدولة.
وختم أبو الغيط بالتحية للرئيس جوزاف عون ووزير الإعلام الدكتور بول مرقص ولأمين الملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس، مثمناً جهودهم في إنجاح هذا الحدث وإبراز دور لبنان كمنصة حاضنة للإعلام العربي.
وتكتسب دورة هذا العام أهمية خاصة كونها تُعقد في بيروت للمرة الأولى منذ سنوات، ما يعكس ثقة المؤسسات العربية بدور لبنان الإعلامي والتاريخي كمنبر للحوار والانفتاح.
كما أكد المستشار ماضي عبد الله الخميس، الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، أن لبنان يظل منصة حاضنة للإعلام العربي وراية للكلمة الحرة، داعيًا إلى وضع الإعلام في قلب مسيرة التنمية وصناعة الوعي. وقال الخميس خلال كلمته في افتتاح الملتقى في بيروت: "الإعلام اليوم ليس رفاهية، بل قوة ناعمة وجيش صامت وسلاح يخترق العقول ويصوغ الوجدان".
وأوضح أن شعار الملتقى لهذا العام «الإعلام والتنمية.. شركاء الحاضر وتحالف المستقبل» يمثل رؤية عميقة لمستقبل الأمة، مؤكّدًا أن الإعلام بلا رسالة تنموية يتحول إلى صدى عابر أو فراغ متكرر، وأن دور الإعلام العربي يجب أن يكون شريكًا في صناعة التنمية وليس مجرد ناقل للأخبار.
وشدد على أهمية الكلمة الحرة ودورها في صياغة الرأي وبناء الوعي، مشيدًا بدعم رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الإعلام الدكتور بول مرقص، إضافةً إلى الإعلام اللبناني وزملاء الملتقى والشركاء والرعاة.
وتوجه الخميس برسالة حب لبيروت ولبنان قائلاً: "لك منا وعد وميثاق أن تبقي دائمًا المنصة الحاضنة للإعلام العربي، والنبراس الذي لا يخبو، مهما عصفت الرياح وتكاثرت الغيوم. الكلمة حياة، والإعلام رسالة، والحقيقة لا تحجب بغربال، ولا يطفأ نورها بزيف أو ضلال".
وأضاف أن طموح الملتقى أن يكون لبنان دائمًا عاصمة للحرية ومركزًا للحوار ومرفأ للكلمة التي تبقي الأمة على قيد الأمل.
كما أكد وزير الإعلام بول مرقص، في افتتاح الدورة الحادية والعشرين للملتقى الإعلامي العربي في بيروت، أن لبنان هو منصة حاضنة للإعلام العربي ورافد أساسي للفكر والحرف والثقافة. وقال: "في ملتقى اليوم، يرتدي لبنان حلته الحقيقية: حاميا للفكر، حاضنا للتعدد، محفزا للثقافة. الإعلام قلب الوطن النابض منذ خمسة آلاف عام، من جبيل حيث ولدت الحروف، وصولًا إلى بيروت اليوم".
وأشار مرقص إلى دور لبنان التاريخي في نشر الثقافة والإعلام العربي، مستعرضًا أبرز محطاته: تأسيس مدرسة عين ورقة قبل 227 عامًا، صدور مجلة "ألف ليلة وليلة"، وانطلاق أول تلفزيون وإذاعة عربية في بيروت، مؤكّدًا أن المدينة ليست مجرد مكان، بل "ذاكرة ناطقة للإبداع".
وأضاف أن الملتقى في لبنان يعكس عهدًا جديدًا يرفع الكلمة ويرتقي بالإعلام، مستشهدًا بدور الرئيس جوزاف عون في دعم الإعلام الحر والمسؤول، وشكر جميع اللبنانيين والشركات والمؤسسات الداعمة لإنجاح الملتقى، لا سيما شركة طيران الشرق الأوسط والفنادق وشركات النقل والمطاعم وفريق العمل المنظم.
وختم قائلاً: "لولا محبتكم وإحاطتكم ومساهمتكم لما أبصر هذا الحدث النور. عاش الإعلام الحر والمسؤول، عاش لبنان".
أكد الدكتور عادل عبد الله الوقيان، المدير العام للمعهد العربي للتخطيط بالكويت، في افتتاح أعمال الملتقى الإعلامي العربي في بيروت، أن الإعلام أصبح شريكًا أساسيًا في التنمية، ويملك القدرة على صياغة الوعي الجماعي وتوجيه السلوك المؤسسي والمجتمعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وقال: "الإعلام اليوم قوة دافعة لصناعة الأمل وبناء المستقبل، يحرك طاقات المجتمعات نحو الإبداع والابتكار، ويسهم في مكافحة الفقر، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز الاقتصاد الأخضر والمعرفة الرقمية".
وأشار الوقيان إلى أن التحول إلى "تنمية إعلامية واعية" شرط لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يمكن للإعلام أن يردم الفجوة بين السياسات العامة واهتمامات المواطنين، ويحفز المؤسسات على الالتزام بالشفافية والمساءلة وتعزيز المشاركة المجتمعية.
وتناول دور المعهد العربي للتخطيط بالكويت في دعم الإعلام التنموي من خلال تمكين الإعلاميين العرب من فهم أولويات التنمية، وتطوير مؤشرات لقياس أثر الإعلام على السياسات والسلوك، وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الإعلامية والجهات التنموية، وإطلاق مبادرات بحثية وتدريبية مشتركة.
وأكد أن بناء إعلام عربي تنموي رشيد يتطلب استثمارًا في العنصر البشري والمعرفة والحوكمة الإعلامية والتقنيات الحديثة، مؤكدًا أن الإعلام العربي يمتلك اليوم فرصة تاريخية لإعادة صياغة دوره كقوة دافعة للتنمية المستدامة، شريطة الجمع بين الحرية والمسؤولية، والمهنية والرسالة، والمصداقية والابتكار.
وختم الوقيان بتوجيه الشكر للأمانة العامة للملتقى الإعلامي العربي، ولأمينه العام ماضي الخميس، وإلى الحكومة والشعب اللبناني على احتضان هذا الحدث.