Contact Us
صحة وغذاء

وزارة الزراعة توقّع اتفاقية شراكة لدعم 300 مزارع في الجنوب

29 أكتوبر 2025
IMG_8404

وزير الزراعة الدكتور نزار هاني (الوكالة الوطنية للإعلام)

وقّع وزير الزراعة الدكتور نزار هاني مذكرة تفاهم مع جمعية “سفير لبناء الغد، تهدف إلى توحيد الجهود في مجالات التنمية الريفية وتمكين المجتمعات المحلية ودعم سبل العيش المستدامة، وذلك في إطار المسار الإصلاحي الذي يقوده الوزير لتعزيز الأمن الغذائي ودعم التنمية الزراعية المستدامة.

ويأتي توقيع المذكرة ترجمةً لرؤية الوزير هاني في بناء شبكة شراكات استراتيجية تجمع بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، وتعمل بشكل تكاملي لخدمة المزارعين وتعزيز حضور الدولة في الريف اللبناني. وتهدف المذكرة إلى دعم المزارعين والمنتجين المحليين من خلال التدريب والإرشاد الزراعي وبناء القدرات الفنية والإدارية، إلى جانب تشجيع الابتكار وتبنّي أساليب زراعية حديثة تساهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني.

جرى توقيع المذكرة في مقر وزارة الزراعة، في حضور الوزير هاني والمديرة التنفيذية للجمعية لمى كوثراني، حيث أكّد هاني في كلمته أن “هذه الشراكة تعكس التزام الوزارة العمل الميداني المباشر وتفعيل التعاون مع الشركاء الفاعلين لتحقيق تنمية زراعية حقيقية ومستدامة”.

وقال: “نوقّع اتفاقية تحمل بُعداً عملياً وإنسانياً في آنٍ واحد، لأنها تضع المزارع في قلب عملية التنمية. شراكتنا مع جمعية سفير لبناء الغد تأتي ضمن رؤية الوزارة لتمكين المزارعين وتعزيز قدراتهم، بما يساهم في بناء اقتصاد ريفي منتج وصامد”.

وأوضح الوزير أن “الاتفاقية تهدف إلى تمكين المزارعين في محافظتي الجنوب والنبطية عبر تنفيذ جلسات تدريب وتوعية لحوالي 300 مزارع، وتقديم دعم مالي مباشر وغير مشروط لـ129 مزارعاً مسجّلين في السجل الزراعي، بقيمة 500 دولار أميركي لكل مزارع. كما تشمل المبادرة ربط المزارعين بالمطابخ المجتمعية لتسويق منتجاتهم الزراعية ودعم الدورة الاقتصادية المحلية”.

وأضاف أن “هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع الخطة الوطنية للزراعة 2026–2035، التي تركز على دعم المزارعين كركيزة أساسية للتنمية المستدامة”، مشدداً على أن “وزارة الزراعة لن تكتفي بالتخطيط، بل تعمل على تحويل السياسات إلى مشاريع ملموسة على الأرض، بالشراكة مع الجمعيات والبلديات والجهات المانحة”.

وتعمل وزارة الزراعة منذ بداية هذا العام على تنفيذ خطة إصلاحية تهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، عبر برامج دعم فني ومالي تستهدف المزارعين في مختلف المناطق، ولا سيما في الجنوب والبقاع.

و أشارت تقارير سابقة إلى أنّ الأمن الغذائي يُشكّل أولوية وطنية في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان، إذ تسعى الوزارة إلى بناء منظومة إنتاج محلي متكاملة، قادرة على تأمين الحاجات الأساسية وتعزيز صمود المجتمعات الريفية.

كما أن الوزارة كثّفت خلال الأشهر الماضية تعاونها مع الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية، من خلال توقيع مذكرات تفاهم تهدف إلى دعم صغار المزارعين وتوفير التدريب اللازم لتحسين الإنتاج في إطار نهج تشاركي يقوم على العمل الميداني واللامركزية في تنفيذ المشاريع.

أيضاً أنّ الخطة الوطنية للزراعة 2026–2035 تركز على التحوّل نحو الزراعة الذكية والمستدامة وتشجّع على تبنّي التقنيات الحديثة، وإعادة هيكلة القطاع الزراعي بما يعزز قدرته التنافسية ويؤمّن فرص عمل جديدة في المناطق الريفية. وأنّ الوزارة نفّذت سابقاً مبادرات مشابهة بالتعاون مع جمعيات أهلية وجهات مانحة، شملت توزيع مساعدات نقدية وتنظيم ورش تدريبية استفاد منها مئات المزارعين، ما يعكس توجهاً ثابتاً نحو دعم الإنتاج المحلي وتحقيق استدامة الريف اللبناني.

من جهتها، أعربت لمى كوثراني عن “اعتزازها بتوقيع هذه المذكرة”، مؤكدة أنّ “التعاون مع وزارة الزراعة بقيادة الوزير نزار هاني يشكّل نموذجاً ناجحاً للتكامل بين القطاع العام والمجتمع المدني في مواجهة التحديات الزراعية والغذائية في لبنان”.

وختمت بالقول: “تُعتبر هذه الاتفاقية خطوة جديدة في إطار المسار المتكامل الذي يقوده الوزير هاني لتعزيز الشراكات الوطنية والدولية، وترسيخ نهج يعتمد على التمكين والتطبيق الميداني المباشر، بما يسهم في بناء قطاع زراعي قوي ومستدام، ويعزز صمود المزارعين ودورهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني”.