موجة تسريح تعصف بكبرى الشركات الأميركية... أمازون وباراماونت تشطبان عشرات آلاف الوظائف

تشهد الولايات المتحدة موجة جديدة من التسريحات الكبرى في شركات التكنولوجيا والإعلام، في ظل الضغوط الاقتصادية المتصاعدة والتوجه نحو أتمتة العمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتشير التحليلات إلى أن هذه الخطوات تهدف إلى خفض النفقات التشغيلية وإعادة هيكلة المؤسسات لتواكب التحولات السريعة في السوق العالمي.

أمازون تقلص 30 ألف وظيفة في خطوة لإعادة الهيكلة

أعلنت شركة أمازون (Amazon) عن خطط لتسريح نحو 30 ألف موظف في مختلف قطاعاتها، بدءًا من يوم الثلاثاء، ضمن جهودها لتقليل التكاليف وتبسيط الهيكل الإداري.

ويمثل هذا الرقم نسبة صغيرة من إجمالي موظفي الشركة البالغ عددهم 1.55 مليون موظف عالميًا، لكنه يشكل حوالي 10% من القوى العاملة الإدارية البالغة 350 ألف موظف.

وقد انضمت أمازون إلى قائمة شركات مثل مايكروسوفت وميتا وكراود سترايك التي أعلنت عن تسريحات خلال 2025، في وقت تتزايد فيه استخدامات الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام الروتينية وتقليل الاعتماد على العنصر البشري.وأكدت المصادر أن جاسي يركز على انجاز المهام التي يمكن للذكاء الاصطناعي توليها، لافتًا إلى أن بعض الأقسام لا تزال موسعة بشكل كبير ومترهلة بعد فترة التوظيف المكثف خلال الجائحة، رغم التخفيضات السابقة.

كما قامت الشركة بتوجيه بعض الموظفين الإداريين للانتقال إلى مدن أقرب لمقر فرقهم ومديريهم، مثل سياتل وأرلينغتون بفيرجينيا وواشنطن العاصمة، الأمر الذي قد يستلزم تنقلات لمسافات طويلة في بعض الحالات.

وتشمل عمليات التسريح الأخيرة ايضا قطاعات الحوسبة السحابية (AWS) والكتب والأجهزة والبودكاست، في إطار خطة الرئيس التنفيذي آندي جاسي للتخلص من ما وصفه بـ"الطبقات البيروقراطية الزائدة" وتحقيق كفاءة تشغيلية أكبر.

باراماونت سكايدانس: اندماج استراتيجي وتحديات كبرى

وفي الموجة ذاتها لكن في قطاع الإعلام والميديا، أعلنت شركة باراماونت سكايدانس (Paramount Skydance Corp) عن تسريح نحو 1000 موظف في المرحلة الأولى، على أن تتبعها موجة ثانية لاحقًا ليصل العدد الإجمالي إلى قرابة 2000 موظف.

وكان  الاندماج بين “باراماونت غلوبال” و“سكايدانس ميديا” في آب أغسطس 2025، في صفقة اعتُبرت تحولًا استراتيجيًا مهمًا للمجموعة التي كانت تبحث عن شريك لتعزيز مكانتها في السوق التنافسي. وقد نتج عن الصفقة استحواذ "سكايدانس" على باراماونت غلوبال مع حصول مساهميها على السيطرة الفعلية على الكيان الجديد.

وتضم باراماونت علامات تجارية بارزة مثل Paramount Pictures وCBS، وتسعى من خلال الاندماج إلى تعزيز موقعها في صناعة الإعلام الرقمي ومواكبة التحولات في سوق البث. ومع ذلك، تواجه الشركة تحديًا في إعادة تحسين خدمة البث “باراماونت+”، التي تضم أكثر من 71 مليون مشترك حتى آذار مارس 2025، لكنها سجلت خسائر تصل إلى 3.5 مليار دولار خلال العامين الماضيين.

وأكد رئيس الشركة جيف شيل أن الإدارة الجديدة ستعمل على إصلاح شامل وسريع لضمان استقرار الكيان الجديد، مضيفًا:

"لا نريد أن نكون شركة تُجري تسريحات كل ربع سنة، لذا ستكون هذه الخطوة مؤلمة، لكنها ضرورية لمستقبل الشركة."

اتجاه واضح نحو إنجاز و إتمام الوظائف وتقليص النفقات والأعباء

تشير البيانات والتحليلات الاقتصادية إلى أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي و إنهاء العمليات أصبح عاملًا رئيسيًا في تحديد حجم القوى العاملة داخل شركات التكنولوجيا والإعلام.

بينما تسعى هذه الشركات إلى تحسين هوامش الربح وزيادة الكفاءة التشغيلية، يثير هذا التوجه مخاوف بشأن مستقبل الوظائف التقليدية والآثار الاجتماعية على العاملين او اليد العاملة بشكل عام

ويرى خبراء الاقتصاد أن نجاح عمليات إعادة الهيكلة والاندماج، كما في حالة باراماونت سكايدانس، سيكون مؤشراً حاسماً على قدرة الشركات على المنافسة في السوق العالمية خصوصًا في ظل توسع سوق البث الرقمي واعتماد الشركات على التقنيات الحديثة.

تشير البيانات والتحليلات الاقتصادية إلى أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي و إنهاء العمليات أصبح عاملًا رئيسيًا في تحديد حجم القوى العاملة داخل شركات التكنولوجيا والإعلام.

بينما تسعى هذه الشركات إلى تحسين هوامش الربح وزيادة الكفاءة التشغيلية، يثير هذا التوجه مخاوف بشأن مستقبل الوظائف التقليدية والآثار الاجتماعية على العاملين او اليد العاملة بشكل عام

ويرى خبراء الاقتصاد أن نجاح عمليات إعادة الهيكلة والاندماج، كما في حالة باراماونت سكايدانس، سيكون مؤشراً حاسماً على قدرة الشركات على المنافسة في السوق العالمية خصوصًا في ظل توسع سوق البث الرقمي واعتماد الشركات على التقنيات الحديثة