Contact Us
تكنولوجيا

تكنولوجيا الصواريخ... الصين تجاوزت التوقعات وهكذا ردت واشنطن

28 أكتوبر 2025
سباق استراتيجي لتطوير صواريخ "جو-جو" بعيدة المدى

الصين والولايات المتحدة الامبركية

تتجه القوى العسكرية الكبرى نحو سباق استراتيجي لتطوير صواريخ "جو-جو" بعيدة المدى، وذلك بهدف تعزيز قدراتها على الاشتباك خارج مدى الرؤية، إذ قد برزت الصين بقوة في هذا المجال، حيث تعمل حالياً على تطوير صاروخ "PL-XX"، الذي يُقدَّر مداه بنحو 800 كيلومتر، إضافة إلى تميزه بسرعة فرط صوتية.
يأتي تطوير الصين لصاروخ "جو-جو" فائق المدى "PL-XX"، من أجل استهداف الأصول الجوية الأميركية عالية القيمة، إذ يشمل ذلك طائرات الإنذار المبكر، وطائرات التزود بالوقود، كما يسعى هذا التطور إلى تعزيز قدرة بكين على تحقيق أهدافها ضمن عقيدة منع الوصول والسيطرة على المناطق (A2/AD).

في السياق المتصاعد لسباق الأسلحة الجوية، سارعت الولايات المتحدة بتطوير صاروخها "AIM-260"، وذلك لمواجهة التهديد المباشر الذي يمثله صاروخ "PL-15" الصيني، الذي ظهر عام 2016، كما دُعم هذا التسريع في البرنامج، بمزاعم باكستانية سابقة تفيد باستخدام نسخة تصديرية من الصاروخ الصيني لإسقاط مقاتلات "رافال" في صراعها مع الهند، إذ تهدف الولايات المتحدة من خلال "AIM-260" إلى استعادة تفوقها في المدى وقدرتها على الاشتباك خارج مدى الرؤية البصرية.
في سياق متصل، كشفت البحرية الأميركية في فبراير/شباط من العام الحالي، عن تفاصيل تصميم صاروخ "AIM-260"، وهيكله الخارجي ونظام توجيهه، بهدف تجاوز مدى الصواريخ الصينية في صراعات محتملة بمضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.

على الجانب الصيني، تخطت بكين مرحلة "PL-15"، حيث بدأت بتطوير صواريخ ذات مدى أطول، وهو صاروخ "PL-17"، الذي يبلغ مداه نحو 400 كيلومتر، مما يضعه ضمن الأبعد مدى عالمياً متجاوزاً أي صاروخ "جو-جو" حالي في الترسانة الأميركية، إذ يمثل بدوره قفزة تكتيكية لمقاتلات جيش التحرير الشعبي، حيث يعتمد على التوجيه بالقصور الذاتي، الملاحة بالأقمار الصناعية، وربط بيانات مباشر، إضافة إلى باحث سلبي نشط لاستهداف الطائرات الحساسة (مثل E-3D/E-7A) في المرحلة النهائية.

وفي الآونة الأخيرة، انتشرت تقارير عن صاروخ مستقبلي، و هو "PL-XX"، حيث وصف بأنه أقوى بمرتين من "PL-17"، بمدى يصل إلى 800 كيلومتر، وسرعة فرط صوتية، كما يعمل البنتاغون على رصد صاروخ صيني آخر هو
"PL-21"، والذي يُعتقد أنه موجه برادار AESA، بمدى يتراوح بين 300 و800 كيلومتر.

تاريخياً، بدأت الصين تطوير صواريخها الجو-جو ببطء، معتمدة على الهندسة العكسية لصاروخ "AIM-9B Sidewinder" الأميركي عام 1958، بهدف إنتاج صاروخ "PL-2"، و من ثم تطورت عبر نسخ مستوحاة من صواريخ سوفيتية، غربية، و"إسرائيلية"، حيث قد أنتجت أواخر التسعينات، صواريخ "PL-10" و"PL-12"، التي شكلت بدورها العمود الفقري لتسليح مقاتلاتها (J-10، J-20، وغيرها)، كما عادلت نظيراتها الروسية والأميركية.

ويذكر أنه كانت قد كشفت تقارير استخباراتية أميركية في عام 2022، وفقاً لما أوردته صحيفة فايننشل تايمز، أن عمليات نقل تقنية من الإمارات العربية المتحدة إلى شركة "هواوي" الصينية أسهمت في إحداث نقلة نوعية في قدرات بكين الصاروخية.
كما أوضحت التقارير أن هذا النقل، الذي شمل مكونات متقدمة من أشباه الموصلات والبرمجيات، أدى إلى تحسين أداء صواريخ "PL-15" و"PL-10"، بنسبة تتراوح بين 20 بالمئة و30 بالمئة، من حيث المدى، الدقة، ومقاومة التشويش، مما أدى إلى تعزيز قدرة المقاتلات الصينية على استهداف الأصول الأميركية من مسافات أبعد.
وقد أثار هذا الكشف تحركاً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن آنذاك، لحث الإمارات على وقف تعاونها مع "هواوي" في المجالات الحساسة.