أميركا واليابان توقعان اتفاقاً لتعزيز سلاسل توريد المعادن الأرضية النادرة

الرئيس ترامب يلتقي برئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايتشي في طوكيو (إكس)
وقّعت الولايات المتحدة واليابان اليوم الثلاثاء اتفاقًا لتعزيز التعاون في مجال توريد المعادن الأساسية والمعادن الأرضية النادرة، في خطوة تهدف إلى ضمان الإمدادات الحيوية اللازمة للصناعات المتقدمة. ووفقًا للاتفاق الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي في طوكيو، فإن الجانبين يلتزمان “بتأمين توريد المعادن الأساسية والمعادن الأرضية النادرة لدعم الصناعات المحلية، بما في ذلك التقنيات المتقدمة وقواعدها الصناعية”.
ويأتي الاتفاق في وقت تحتكر فيه الصين القسم الأكبر من سوق المعادن الأرضية النادرة عالميًا. ووفقًا لتقرير نشرته بلومبيرغ، تهيمن بكين على نحو 70 في المئة من إنتاج ومعالجة هذه المعادن، إضافة إلى سيطرتها على معظم قدرات التكرير، ما يمنحها نفوذًا واسعًا في الأسواق الحساسة للتكنولوجيا والدفاع. وقد استخدمت الصين هذا النفوذ أكثر من مرة كورقة ضغط في نزاعات تجارية، خصوصًا مع واشنطن وطوكيو.
وذكرت رويترز أن الاتفاق الأميركي–الياباني يأتي ضمن سلسلة من الجهود التي تقودها واشنطن منذ عام 2023 لتقليل الاعتماد على الصين في الموارد الحيوية. وكانت الإدارة الأميركية قد أبرمت تفاهمات مشابهة مع أستراليا وكندا وكوريا الجنوبية لإنشاء سلاسل توريد بديلة تؤمن إمدادات مستقرة للشرائح الإلكترونية والتقنيات الخضراء والمعدات العسكرية.
أما اليابان، التي تعتمد صناعاتها التكنولوجية المتقدمة على هذه المعادن، فقد بدأت منذ أكثر من عقد، وفقًا لتقرير نيكّاي آسيا، الاستثمار في مشاريع استخراج المعادن النادرة من فيتنام وعدد من الدول الإفريقية، إلى جانب تطوير تقنيات إعادة التدوير والاستخراج من النفايات الصناعية. وتهدف طوكيو من خلال الاتفاق الجديد إلى ضمان الاستقرار في سلاسل التوريد في ظل أي اضطرابات محتملة في الأسواق العالمية.
وأشارت أسوشييتد برس إلى أن المعادن الأرضية النادرة تمثل أساسًا للعديد من الصناعات الحديثة، بدءًا من الهواتف الذكية وتوربينات الرياح والسيارات الكهربائية، وصولًا إلى أنظمة التوجيه في الطائرات العسكرية. ويعتبر خبراء الصناعة أن هذه الموارد باتت في القرن الحادي والعشرين بمثابة “نفط المستقبل”.
وتزامن توقيع الاتفاق مع جولة آسيوية للرئيس ترامب تشمل عددًا من الدول، يسعى من خلالها إلى توقيع اتفاقيات مشابهة لتعزيز الأمن الصناعي الأميركي وتوسيع النفوذ الاقتصادي في مواجهة الصين. وذكرت سي إن إن أن الجولة تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة رسم العلاقات التجارية في آسيا قبل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقررة في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن يلتقي ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ لبحث ملفات التجارة والمعادن الحيوية.
ووفق مراقبين، يعكس الاتفاق الأميركي–الياباني تحوّلًا متزايدًا في خريطة التحالفات الاقتصادية في آسيا، مع توجه الدول الصناعية نحو تنويع مصادرها الاستراتيجية وتقليص الاعتماد على بكين في المواد الحساسة التي تشكل أساس الصناعات المستقبلية.