أزمة الموازنة الأميركية تمتد إلى الأجواء: 7000 رحلة متأخرة في يوم واحد

تفاقمت اضطرابات السفر الجوي في الولايات المتحدة مع دخول الإغلاق الحكومي الفيدرالي يومه السابع والعشرين، حيث تأخرت نحو 7000 رحلة على مستوى البلاد أمس الإثنين، نتيجة تزايد غياب مراقبي الحركة الجوية نقلا عن قنا.
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) عن نقص في الموظفين، ما استدعى فرض برامج تأخير أرضية أثرت على عدد من المطارات الكبرى. ويجبر نحو 13 ألف مراقب حركة جوية و50 ألف ضابط في إدارة أمن النقل (TSA) على العمل بدون أجر بعد أن أدى الجمود في الموازنة بين الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطيين في الكونغرس إلى الإغلاق الحكومي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية.
وصرّح مسؤول في وزارة النقل الأميركية أن 44 في المئة من التأخيرات ناجمة عن غياب المراقبين الجويين، وهي زيادة حادة مقارنة بالنسبة المعتادة البالغة نحو 5 في المئة. ويؤدي ذلك إلى تفاقم الإحباط العام ويزيد الضغط على المشرّعين للتوصل إلى حل للأزمة التي شلت قطاعات واسعة من الخدمات العامة.
ووفقًا لما ذكرته واشنطن بوست، فإن الإغلاق الحكومي الحالي ناجم عن خلافات سياسية حادة بين البيت الأبيض والكونغرس حول بنود الموازنة، ولا سيما الإنفاق الدفاعي وتمويل البرامج الاجتماعية. ويستخدم كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الإغلاق كأداة ضغط سياسية لتحقيق مكاسب تفاوضية.
من جانب آخر، أشارت بلومبيرغ إلى أن الإغلاق كبّد الاقتصاد الأميركي مليارات الدولارات خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة توقف عدد من الخدمات الفيدرالية وتراجع الإنتاجية العامة، فيما حذّر محللون اقتصاديون من أن استمرار الأزمة قد ينعكس سلبًا على معدلات النمو خلال الربع الأخير من العام.
وبحسب رويترز، تعيد هذه الأزمة إلى الأذهان إغلاق عام 2019 الذي استمر 35 يومًا وكان الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، حين ارتفعت حالات غياب المراقبين الجويين وضباط أمن النقل بسبب عدم تلقيهم رواتبهم، ما أدى إلى تأخيرات كبيرة في المطارات الرئيسة في نيويورك وواشنطن وأتلانتا.
كما نقلت أسوشييتد برس أن إدارة الطيران الفيدرالية تعاني أصلًا من نقص في أعداد مراقبي الحركة الجوية بنحو 3500 موظف، مع ارتفاع معدلات التقاعد وانخفاض التعيينات الجديدة. ويُضطر العديد منهم للعمل ساعات إضافية وأسابيع عمل من ستة أيام لتغطية النقص الحاد، وهو ما يزيد الضغط النفسي والمخاطر التشغيلية في المجال الجوي الأميركي.
وفي سياق متصل، أشارت سي إن إن إلى أن استمرار الإغلاق يفاقم الضغوط السياسية على الرئيس ترامب قبل الانتخابات النصفية المقبلة، خاصة بعد اتساع دائرة الانتقادات التي تتهم إدارته بالتقصير في حماية مصالح الموظفين الفيدراليين والقطاعات الحيوية. وتوقعت القناة أن يتحول ملف الإغلاق إلى محور رئيسي في الحملات الانتخابية القادمة.
أما من الناحية المؤسسية، فقد أوضحت بي بي سي أن آلية الإغلاق الحكومي في النظام الأميركي تحدث عندما يفشل الكونغرس والرئيس في الاتفاق على تمرير قانون التمويل الفيدرالي، مما يؤدي إلى توقف المؤسسات غير الأساسية عن العمل، في حين يُجبر الموظفون في القطاعات الحيوية – مثل الأمن والنقل والطيران – على العمل دون أجر إلى حين التوصل إلى اتفاق جديد.
ويُجمع خبراء النقل والطيران على أن استمرار الإغلاق الحالي لفترة أطول قد يؤدي إلى أضرار دائمة في كفاءة إدارة الطيران الأميركية، ويؤثر على ثقة المسافرين وشركات الطيران في منظومة النقل الجوي، التي تُعتبر من أكثر الأنظمة تعقيدًا وحساسية في العالم.