Contact Us
Ektisadi.com
اقتصاد

انتخابات هولندا تتراجع أمام الخلاف بشأن الصين ومخاوف الصناعة

-1x-1

تواجه هولندا ضغوطاً متزايدة لإيجاد حل لأزمة رقائق حساسة مع الصين في وقت يستعد فيه الناخبون للتوجه إلى صناديق الاقتراع هذا الأسبوع، ما يثير مخاوف من أن يؤدي الجمود السياسي المتوقع إلى تفاقم المخاطر التي تهدد قطاعات صناعية حيوية في البلاد.

ويحذر مصنعو السيارات من احتمال اتساع النقص في الإمدادات بعد أن أوقفت الصين صادرات من مصانع مملوكة لشركة «نيكسبيريا» الهولندية.

وبحسب بلومبيرغ اندلعت الأزمة عقب استحواذ الحكومة الهولندية على «نيكسبيريا» المملوكة لشركة «وينغتِك» الصينية، الأمر الذي دفع بكين إلى الرد عبر تقييد الصادرات، ما وضع سلاسل التوريد العالمية في حالة توتر، خاصة لصناعة السيارات التي تعتمد بشكل كبير على مكونات الشركة. ويؤكد قادة قطاع الأعمال أن التدخل السياسي السريع بات ضرورياً.

وقال بيم غرول، المدير العام لجمعية صناعة السيارات الهولندية RAI: «الحكومة الهولندية هي من بادرت إلى هذه الخطوة وعليها أن تتصدر الحل أيضاً».

وفقاً لبلومبيرغ، يحذر التنفيذيون من أن استمرار حالة الضبابية السياسية يلحق ضرراً بسمعة هولندا الاقتصادية، حيث سجل مؤشر AEX أداءً أضعف بكثير مقارنة بنظيره الألماني DAX.

في المقابل، يستعد المشهد السياسي الهولندي لبرلمان مفتت من دون أي حزب قادر على تحقيق أغلبية، ما ينذر بمفاوضات ائتلافية قد تستمر أشهراً. واستغرقت تشكيلات الحكومات الثلاث السابقة أكثر من 200 يوم لكل منها، كما أمضت البلاد أكثر من نصف العامين الماضيين تحت إدارة حكومة تصريف أعمال.

وجاءت الانتخابات المبكرة بعد انسحاب زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف غيرت فيلدرز من الائتلاف الحاكم في يونيو، ما أدى إلى انهيار حكومة رباعية بقيادة رئيس الوزراء غير المنتخب ديك سخوف خلال أقل من عام. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب فيلدرز سيبقى الأكبر في البرلمان، في حين تستبعد معظم الأحزاب الدخول معه في ائتلاف، وفق ما ذكرت بلومبيرغ.

ورغم أن قضايا الهجرة والإسكان وغلاء المعيشة تهيمن على الحملات الانتخابية، فإن تداعيات أزمة «نيكسبيريا» ذات البعد الجيوسياسي لم تحظَ باهتمام واسع لدى الناخبين. لكن خبراء يحذرون من أن غياب حكومة تملك تفويضاً واضحاً قد يعقّد التعامل مع النزاع التجاري مع الصين.

وقالت مايكي أوكانو-هييمنز من معهد كلينجنديل: «غياب حكومة ذات تفويض واضح سيزيد الأمور تعقيدًا. الوضع محرج بالفعل، وسيبقى كذلك حتى تشكيل حكومة جديدة».