واشنطن وبكين تمهّدان لقمة كوريا الجنوبية بتوافق مبدئي حول التجارة والفنتانيل

عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ثقته في التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي من المتوقع أن يلتقيه هذا الأسبوع، وذلك بعد أن اختتم كبار المسؤولين الاقتصاديين من البلدين يوم الأحد محادثات على مدى يومين في كوالالمبور لتهدئة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
وقالت وكالة رويترز إن الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير ووزير الخزانة سكوت بيسنت التقيا نائب رئيس مجلس الدولة الصيني خه لي فنغ وكبير المفاوضين التجاريين لي تشنغ قانغ على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في خامس جولة من المفاوضات المباشرة منذ أيار/ مايو.
وصرّح جرير لدى مغادرته المحادثات متوجهاً إلى لقاء ترامب في ماليزيا قائلاً: “أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة حيث سيعقد الزعيمان اجتماعاً مثمراً للغاية”، في إشارة إلى اللقاء المرتقب بين ترامب وشي يوم الخميس المقبل في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في كوريا الجنوبية.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية للصحفيين في كوالالمبور إن المحادثات التي استمرت يومين كانت “بناءة” وسعت إلى تجنب تصعيد الحرب التجارية، مشيراً إلى أن الوفدين تبادلا وجهات النظر بشأن الإجراءات التجارية الأخيرة، واتفقا على مواصلة المناقشات الفنية حول الرسوم الجمركية وتعزيز مرونة سلاسل التوريد. وأضاف أن الوفد الأميركي شدد على أهمية توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية، وأن أي إطار تجاري مستقبلي يجب أن يكون “عادلاً وقابلاً للتنفيذ”.
وأوضح بيسنت في وقت لاحق أن “إطار العمل الذي تم التوصل إليه ناجح للغاية”، مضيفاً أن القادة سيناقشونه يوم الخميس المقبل. ووصل ترامب إلى ماليزيا اليوم الأحد لحضور قمة آسيان، وهي المحطة الأولى في جولته الآسيوية التي تستمر خمسة أيام وتشمل اليابان وكوريا الجنوبية، في أول جولة له إلى المنطقة منذ توليه منصبه في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأبدى ترامب نبرة إيجابية بعد المحادثات قائلاً: “أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق مع الصين”، مشيراً إلى إمكانية عقد اجتماعات مستقبلية مع نظيره الصيني في كلٍّ من الصين والولايات المتحدة. وأضاف: “اتفقنا على اللقاء لاحقاً في الصين، وسنلتقي أيضاً في الولايات المتحدة، إما في واشنطن أو في مار إيه لاجو”.
ووفق رويترز، يسعى الجانبان إلى تجنب تصعيد الحرب التجارية بعد أن هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100 في المئة على السلع الصينية اعتباراً من الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، رداً على توسيع الصين ضوابطها على تصدير سلع استراتيجية من بينها معادن نادرة.
وتراجعت بكين وواشنطن عن معظم الرسوم الجمركية على السلع المتبادلة بموجب هدنة تجارية من المقرر أن تنتهي في العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فيما أكد بيسنت أن إمكانية تمديد الهدنة تبقى قائمة إذا قرر ترامب ذلك، وهو التمديد الثاني منذ إقرارها لأول مرة في أيار/ مايو.
وأضاف بيسنت أن الجانبين أجريا “مفاوضات مهمة جداً” تناولت ملفات التجارة والمعادن النادرة والفنتانيل وتطبيق تيك توك، إلى جانب مجمل العلاقات الثنائية. ومن جهته، قال كبير المفاوضين التجاريين الصينيين لي تشنغ قانغ، وفق ما أوردت وكالة رويترز، إن الجانبين توصلا إلى “توافق مبدئي” بشأن مجموعة من القضايا، بينها تمديد الهدنة التجارية وتجارة الفنتانيل غير المشروعة وضوابط التصدير، لكنه لم يقدّم تفاصيل إضافية حول ما تم الاتفاق عليه.