Contact Us
اقتصاد

ترامب يرفع الرسوم على كندا 10% بعد إعلان "ريغان" ويشعل أزمة تجارية جديدة

freepik__political-and-economic-tension-between-the-united-__28436

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن فرض زيادة بنسبة 10% على الرسوم الجمركية المفروضة على كندا، وذلك ردًا على إعلان دعائي أطلقته مقاطعة أونتاريو ينتقد سياسة الرسوم التي تتبعها واشنطن، في خطوة من شأنها تصعيد التوترات بين البلدين اللذين يشكلان إحدى أكبر العلاقات التجارية الثنائية في العالم.

وقال ترامب في منشور عبر منصة Truth Social إن القرار جاء نتيجة ما وصفه بـ"التحريف الخطير للحقائق والعمل العدائي"، مؤكدًا أنه سيرفع الرسوم بنسبة 10% "فوق المعدلات الحالية".
وأوضح أن القرار جاء بعد توقّف المفاوضات التجارية مع كندا، عقب الخلافات التي أثارها الإعلان الذي استند إلى خطاب للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان يشيد بحرية التجارة وينتقد السياسات الحمائية.

وأشارت الصحيفة إلى أن كندا تخضع لرسوم أساسية بنسبة 35%، لكن معظم السلع الكندية تُعفى منها بموجب اتفاقية الولايات المتحدة-المكسيك-كندا (USMCA)، ما يعني أن صادرات رئيسية مثل النفط الخام لا تزال تدخل الأسواق الأميركية دون رسوم جمركية.
في المقابل، تخضع منتجات الصلب والألمنيوم لرسوم أميركية تصل إلى 50%، بينما تُفرض رسوم بنسبة 25% على السيارات الأجنبية بما في ذلك بعض السيارات الكندية.

وفي بيان لها، قالت كانداس لاينغ، رئيسة غرفة التجارة الكندية، إن "الرسوم في أي مستوى تمثل ضريبة على أميركا أولاً، ثم على القدرة التنافسية لأميركا الشمالية ككل"، داعية إلى حل الخلاف عبر القنوات الدبلوماسية والتفاوض.

من جانبه، يعمل رئيس الوزراء الكندي مارك كارني على استئناف المفاوضات التجارية مع واشنطن لخفض الرسوم، فيما أعلن رئيس حكومة أونتاريو دوغ فورد تعليق بث الإعلان المثير للجدل في الولايات المتحدة ابتداءً من يوم الاثنين، بعد محادثات مع كارني في محاولة لتهدئة الأزمة.

ووفق "واشنطن بوست"، تأتي هذه التطورات في وقتٍ حذّر فيه مستشار البيت الأبيض الاقتصادي كيفن هاسيت من أن المفاوضات مع كندا "لا تسير بشكل جيد"، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب "محبط جدًا" من الموقف الكندي.

وترى الصحيفة أن الأزمة الأخيرة أعادت حالة الغموض وعدم اليقين إلى العلاقات بين البلدين، اللذين تجاوزت قيمة التبادل التجاري بينهما 900 مليار دولار العام الماضي، خاصة وأن مقاطعة أونتاريو تُعد في قلب النزاع التجاري بسبب اعتماد اقتصادها الكبير على صناعات الصلب والسيارات المتأثرة مباشرة بالرسوم الأميركية.

وأوضحت "واشنطن بوست" أن إعلان أونتاريو استند إلى مقتطفات من خطاب لريغان عام 1987 دعا فيه إلى رفض السياسات الحمائية، لكن مؤسسة رونالد ريغان الرئاسية انتقدت طريقة استخدام الاقتباسات، معتبرة أن الإعلان شوّه مضمون الخطاب الأصلي، وأعلنت أنها تدرس إجراءات قانونية محتملة.

وجاء إعلان ترامب عن قراره الأخير أثناء توجهه في جولة آسيوية تشمل قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ماليزيا وقمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية.
في الوقت نفسه، يقوم رئيس الوزراء الكندي كارني بجولة آسيوية موازية لتعزيز العلاقات التجارية مع دول المنطقة، لكنه استبعد لقاء ترامب خلال القمتين قائلاً: "ليست لدي أي نية لذلك."

شارك المقال