توقيف امرأة بالجرم المشهود... الذهب المزيف يغزو السوق اللبناني

ألقت قوى الأمن اللبنانيّة القبض على سيدة لبنانية بالجرم المشهود أثناء محاولتها بيع أونصات ذهب مزيّفة، في حادثة تؤكد تنامي ظاهرة تداول الذهب المزيف في السوق المحلي. وتشير معلومات وزارة الداخلية اللبنانية إلى أن مثل هذه العمليات باتت تتكرر بوتيرة متزايدة في السنوات الأخيرة، ما يزيد من الخسائر المالية للمواطنين (وزارة الداخلية اللبنانية، 2025).
وفق تقرير أصدره مجلس الذهب العالمي عام 2024، فإن سوق الذهب العالمي شهد تزايدًا في حالات تداول السبائك والعملات الذهبية المزيفة بنسبة 15% مقارنة بالعام السابق، ما يعكس انتشار هذه الظاهرة عالميًا وليس محليًا فقط.
في لبنان، أشارت نقابة الصاغة اللبنانية إلى أن الطلب المتزايد على السبائك والأونصات الإستثمارية ساهم في ظهور محتالين يستخدمون تقنيات متطورة لتزييف الذهب.
أساليب الإحتيال
تستخدم العصابات أو المحتالون عادة معادن أقل تكلفة مطلية بطبقة رقيقة من الذهب أو تصنيع سبائك وأونصات تشبه الأصلية إلى حد كبير، بحيث يصعب التمييز بينها وبين الذهب الحقيقي من قبل غير الخبراء صعب جداً (مجلة World Gold Report، 2023). وغالبًا ما يتم عرض هذه المنتجات بأسعار قريبة من السوق لتشجيع عمليات الشراء السريع دون تدقيق، وفق دراسة أجرتها مؤسسة البحوث الإقتصادية للأصول الثمينة (Financial Asset Research Institute، 2024).
المخاطر على المواطنين
تشير تقارير البنك الدولي إلى أن الخسائر الناتجة عن تداول المعادن النفيسة المزيفة تصل إلى مليارات الدولارات عالميًا سنويًا، نظرًا لصعوبة تعويض الضحايا وإسترجاع أموالهم (World Bank, 2022). وفي لبنان، أضاف نقيب الصاغة أن تداول الذهب المزيف يضر بثقة المستثمرين في السوق المحلية ويزيد من مخاطر الإحتيال المالي على الجمهور (نقابة الصاغة اللبنانية، 2024).
تشير بيانات إلى أن أونصات الذهب متوفرة بكثرة في بعض المحلات، إلا أن جزءًا منها يُباع في السوق السوداء بأسعار قريبة من الأسعار الرسمية، أو يتم التلاعب فيها من خلال ما يُعرف بـ الطلب الزايد، أي إضافة وزن وهمي أو بيع أونصات مخففة المعدن، ما يضر بالثقة في السوق ويوقع المشترين بخسائر كبيرة.
نصائح للوقاية
للتقليل من المخاطر، ينصح الخبراء بما يلي:
1. شراء الذهب من مصادر موثوقة ومعتمدة، مثل محلات الصاغة المعروفة أو البنوك الرسمية.
2. التأكد من شهادة الأصالة أو الإعتماد على وثائق تثبت وزن ونقاء الذهب، كما توصي وزارة الاقتصاد اللبنانيّة .
3. فحص الذهب بدقة بإستخدام أجهزة الكشف عن المعادن الثمينة أو المختبرات المتخصصة عند الشك في الأصالة.
4. تجنب التعامل مع بائعين مجهولين أو عروض مغرية بأسعار منخفضة بشكل غير منطقي.
5. الإبلاغ الفوري عن أي عملية مشتبه بها إلى قوى الأمن أو الجهات الرسمية المختصة، بحسب تعليمات وزارة الداخلية اللبنانية (2025).
تؤكد حادثة توقيف السيدة اللبنانية على أن الإحتيال بالذهب المزيّف أصبح ظاهرة خطيرة، تستدعي الحذر والوعي عند الإستثمار في المعادن النفيسة. ولحماية أموالك وضمان إستثمار آمن، يجب الإلتزام بالمصادر الموثوقة والفحص الدقيق لأي عملية شراء، وعدم الانجرار وراء العروض المغرية التي قد تخفي وراءها خسائر مالية كبيرة.