Contact Us
أسواق

بعد وصوله للذروة.. تصريح ترامب يهوي بالذهب ويجذب المشترين

25 أكتوبر 2025
انخفاض حاد في اسعار الذهب هذا الاسبوع

تراجع اسعار الذهب

شهدت أسواق الذهب العالمية هذا الأسبوع "لحظة حساب" بعد أن لامست مستويات قياسية جديدة، حيث تراجعت الأسعار بشكل حاد رغم تحذيرات الخبراء من أن الذهب كان "تجارة مكتظة ومبالغ فيها"، حيث تحول هذا الهبوط إلى مغناطيس لجذب المشترين الأفراد والمؤسسات حول العالم.

وكان المعدن الأصفر قد بلغ ذروته فوق 4,381 دولاراً للأوقية (الأونصة) يوم الاثنين، وذلك بعد إرتفاع مذهل بلغت نسبته 67 بالمئة منذ بداية العام، كما تسارعت وتيرته خلال الشهرين الماضيين.
غير أن التراجع جاء قاسياً وعنيفاً، إذ هوت الأسعار يوم الثلاثاء بنسبة بلغت 6.3 بالمئة، وهو ما يعد أضخم انخفاض يومي تشهده السوق منذ عام 2013، لتغلق الأوقية عند مستوى 4,113.05 دولار في ختام تداولات يوم الجمعة.

ارتبط هذا الإنقلاب السريع في المنحنى الصعودي بتضافر عوامل عدة في بداية الأسبوع، إذ أرجع المحللون هذا التراجع إلى تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعرب فيه عن توقعه للتوصل إلى اتفاق تجاري عادل مع الرئيس الصيني، مقللاً من شأن المخاطر الجيوسياسية.

وقد ساهمت الآمال بتمديد الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين، إلى جانب إنتعاش الدولار الذي جعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين، في خفض الطلب على المعدن كملاذ آمن.
وبحسب بلومبيرغ، أورد لوران شوارتز، رئيس "المكتب الوطني للذهب"، تحليلات أشارت إلى أن التراجع نجم عن مجموعة من العوامل، شملت دوافع فنية مثل وصول الأسعار إلى مستويات شراء مفرط على مؤشر القوة النسبية، إضافة إلى قيام صناديق التحوط والبنوك الصينية بعمليات جني للأرباح.

في السياق نفسه، كان القلق قد تزايد بالفعل بين المتداولين المحترفين، حيث وصفت نيكي شيلز، رئيسة الأبحاث في "أم كي أس بامب أس آي"، الذهب بأنه مبالغ فيه بكل مقياس فني.
كما أكد أولي هانسن، إستراتيجي السلع في ساكسو بنك على أن غياب بيانات لجنة تداول السلع الآجلة الأميركية نتيجة الإغلاق الحكومي، قد أدى إلى زيادة احتمالية تكوين مراكز مضاربة كبيرة معرضة للتصحيح الحاد.

وعلى الرغم من ذلك، أفادت التقارير من سنغافورة والولايات المتحدة بحدوث إندفاع هائل من المشترين لاستغلال فرصة الشراء عند الانخفاض، حيث أظهر المحترفون حماساً مماثلاً، وذلك من خلال مؤتمر المعادن الثمينة السنوي في كيوتو الذي شهد حضوراً قياسياً.
و في هذا الإطار، تؤكد نيكي شيلز، محللة استراتيجية بارزة في أسواق المعادن الثمينة، أن الأسواق الصاعدة تحتاج دائماً إلى تصحيح صحي، متوقعةً أن تتماسك الأسعار وتعود إلى مسار صعودي أكثر اتزانًا.

ولا يزال التفاؤل هو السمة الغالبة بين المحللين، إذ يتوقع جريجوري شيرر من "جي.بي مورجان تشيس"، أن تلاقي عمليات جني الأرباح بشراء قوي من قبل البنوك المركزية والمشترين الفعليين، مما سيبقي التراجعات ضحلة نسبياً.
ويعود هذا الارتفاع التاريخي إلى الموجة الشرائية القوية من البنوك المركزية بعد عقوبات عام 2022، إضافة إلى المخاوف المتزايدة بشأن مستويات الدين الحكومي العالمية، كما يشير هذا التفاؤل إلى توقعات بمتوسط سعر للذهب يتجاوز 5,000 دولار للأوقية (الأونصة)، بحلول الربع الأخير من العام المقبل.

ومع ذلك، تبقى نقطة حذر مستمدة من التاريخ، حيث استغرق الأمر تسع سنوات حتى استعاد الذهب ذروته التي بلغها في أيلول/سبتمبر 2011 عند 1,921 دولاراً بعد تراجعه حينها.

شارك المقال