Contact Us
بزنس

التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي: المحرك الجديد لأعمال القرن الحادي والعشرين

C336A431-0496-448C-B7AF-3A6A1ED00B7A

في خضم العولمة المتسارعة والتحول التكنولوجي الذي يشهده عالم الأعمال، باتت الشركات اليوم أمام منعطف جوهري يتطلّب إعادة تفكير واستراتيجية مرنة في آنٍ واحد. فقد أظهرت البيانات العالمية أن حجم سوق تحليلات البيانات سيتجاوز 140 مليار دولار بحلول عام 2025، مما يعكس التحوّل من تحليل المعلومات إلى بناء استراتيجيات قائمة على البيانات.

كما تشير تقارير World Economic Forum إلى أن نحو 86 % من أصحاب العمل يرون في تكنولوجيا المعلومات والمعالجة الرقمية عاملاً تحويلياً رئيسياً لمنظومة الأعمال بحلول العام 2030.

في هذا السياق، يمكن تلخيص المحاور الرئيسة للتقرير في: أولاً، الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة. ثانياً، التحول في نماذج العمل باتجاه الرقمنة والهجينة. ثالثاً، الطلب المتنامي على القيمة والمرونة من قبل المستهلكين، ورابعاً، التحديات أمام الشركات في هذا المسار، سواء من حيث البُنى التحتية أو الكوادر أو التنظيمات.

من حيث أول محور، تُشير دراسة لـ Quantive إلى أن الشركات قد بدأت فعلياً في دمج حلول الذكاء الاصطناعي في عملياتها الداخلية مثل خدمة العملاء وإدارة الاستراتيجية.  بالإضافة إلى ذلك، فإن تقريراً صادرًا عن J.P. Morgan يُفيد بأن 74 % من قادة الأعمال في السوق الأميركي يتوقعون زيادة في الإيرادات خلال عام 2025، وأن 53 % منهم يخططون لإطلاق منتجات أو خدمات جديدة، مما يشير إلى أن الاستثمارات التقنية والتحول الرقمي أصبحا ركيزة للنمو.

أما فيما يتعلق بنموذج العمل والتحول الرقمي فينقل تقرير صادر عن McKinsey & Company أن سلوك المستهلك قد تغيّر بموجب جائحة كورونا وأصبح أكثر تركيزًا على الراحة والقيمة، ففي الولايات المتحدة وحدها يقضي المستهلكون ما يزيد عن ثلاث ساعات أسبوعياً إضافية على نشاطات فردية مقارنة بعام 2019.  وعلى صعيد الشركات، فإن نحو 29.9 % من جميع الأنشطة التجارية أصبحت الآن تُدار عبر الإنترنت، مقارنة بـ21.5 % في عام 2015، بينما من المتوقع أن تتجاوز مبيعات التجارة الإلكترونية 4.3 تريليون دولار بحلول 2025.

ولكن هذا التحول ليس بلا تحديات، فوفقاً لتقرير TMF Group فإن مؤشر تعقيد الأعمال العالمي لعام 2025 يُظهر أن الشركات تعمل في بيئة تتضمن 292 مؤشّراً يتعلّق بالتعقيدات التنظيمية والبيئية والاقتصادية، مما يعكس أن القدرة على التكيّف أصبحت عاملاً تنافسياً لا يقلّ أهمية عن الابتكار.

وختاماً، فإن التوصية المركزية تكمن في أن على الشركات أن تتبنّى استراتيجيات مزدوجة: استثمار في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وفي الوقت ذاته تطوير القدرات البشرية والثقافة التنظيمية لتكون جاهزة لنموذج عمل مرن قائم على البيانات. إن من لا يواكب هذا التحوّل قد يجد نفسه في موقع المتأخر، بينما من يستثمر مبكراً قد يكون الفائز بنمط الأعمال القادم.

شارك المقال