أمن الدولة توقف مزارعاً روَى المزروعات بمياه الصرف الصحي في الجنوب

أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة – قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة في بيان، أنه "حرصاً منها على سلامة المواطنين وحفاظاً على الصحة العامة، وبالتنسيق مع مصلحة الزراعة في الجنوب، أوقفت دورية من مديرية الجنوب الإقليمية في أمن الدولة المدعو (ر. ف.) في بلدة مطرية الشومر لإقدامه على ري المزروعات بمياه الصرف الصحي".

وأشار البيان إلى أنه تم ضبط المضخات والأنابيب المستخدمة في عملية الريّ من بركة لتجميع المياه الآسنة، وأُجري المقتضى القانوني بحقّه بناءً على إشارة النيابة العامة الاستئناف في الجنوب.

تعتبر ظاهرة إستخدام مياه الصرف الصحي لري المزروعات في بعض المناطق اللبنانية نتيجة مباشرة لغياب البنية التحتية الكاملة لمعالجة المياه العادمة، فضلاً عن ضعف الرقابة على المزارع الصغيرة والمتوسطة، وفق تقرير نشرته الوكالة الوطنية للإعلام.

كما يشير تقرير لـمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) إلى أن المياه غير المعالجة تحتوي على بكتيريا وفيروسات ومواد كيميائية ضارة قد تسبب أمراضاً مثل الإسهال والتسمم الغذائي عند إستهلاك المنتجات المزروعة بهذه الطريقة.

تفاقم هذه المشكلة في الجنوب اللبناني بسبب قلة محطات معالجة مياه الصرف الصحي، حيث لا تتجاوز نسبة المعالجة الفعلية 30% من إجمالي المياه المستخدمة، وفق دراسة صادرة عن وزارة البيئة اللبنانية.

كما تؤدي الأزمات المالية إلى عدم قدرة بعض الفلاحين على الوصول إلى مصادر مياه نظيفة لري مزروعاتهم، ما يدفعهم أحياناً إلى اللجوء إلى برك مياه الصرف الصحي، وهو ما يهدد الصحة العامة ويزيد من احتمالية انتشار الأمراض.

ويؤكد خبراء الزراعة والصحة العامة أن الحلول المستدامة تشمل الإستثمار في محطات معالجة مياه الصرف الصحي، والتوعية الزراعية حول المخاطر الصحية، وتشديد الرقابة القانونية على طرق الري المستخدمة، وفقاً لتقارير حديثة لـوزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية.