Contact Us
صحة وغذاء

الصداع النصفي… مرض عصبي شائع يزداد تأثيره على المجتمع في 2025

24 أكتوبر 2025
D97E6D6C-D641-4E2B-82AD-558307140844

الصداع النصفي أو الميغران هو اضطراب عصبي مزمن يتميز بنوبات متكررة من الصداع غالبًا على جانب واحد من الرأس، ويصاحبها عادة الغثيان والقيء والحساسية للضوء أو الصوت. يُصنّف الصداع النصفي كمرض عصبي وفق توصيات منظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية للصداع، ويؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية والقدرة على العمل.

تعود أسباب الصداع النصفي إلى مجموعة من العوامل المتشابكة. نقلاً عن منظمة الصحة العالمية لعام 2025 وFrontiers in Neurology، فإن التغيرات في نشاط الدماغ والمواد الكيميائية العصبية مثل السيروتونين تلعب دورًا مهمًا في تحفيز نوبات الصداع. كما تلعب العوامل البيئية ونمط الحياة دورًا بارزًا، حيث يؤدي الإجهاد النفسي وقلة النوم وتغيرات الطقس وبعض الأطعمة مثل الشوكولاتة والكافيين المفرط والجبن القديم إلى زيادة احتمالية حدوث النوبات. وتظهر لدى النساء أيضًا نوبات مرتبطة بالتغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية أو الحمل. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم أحد الوالدين مصاب بالصداع النصفي لديهم احتمال أعلى للإصابة، لكن الصداع النصفي ليس مرضًا وراثيًا بالكامل.

تشمل أعراض الصداع النصفي صداعًا نابضًا أو شديدًا غالبًا على جانب واحد من الرأس، ويصاحبه الغثيان والقيء والحساسية للضوء والصوت. قد يعاني بعض المرضى من اضطرابات بصرية أو حسية تُعرف باسم الهالة أو Aura. هذه الأعراض تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والإنتاجية، نقلاً عن منظمة الصحة العالمية لعام 2025، وتسبب تحديات عملية واجتماعية للمرضى تجعل من التعامل معها أمرًا معقدًا في سياقات العمل والدراسة.

يشمل علاج الصداع النصفي العلاج الوقائي والعلاج عند ظهور النوبة بالإضافة إلى التغييرات في نمط الحياة. العلاج الوقائي مخصص للأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة أو شديدة ويشمل أدوية مثل حاصرات بيتا ومضادات الصرع ومضادات الاكتئاب تحت إشراف طبي. أما العلاج عند النوبة فيهدف لتخفيف شدة الصداع باستخدام الأدوية المناسبة وفق استشارة الطبيب. ويلعب تغيير نمط الحياة دورًا كبيرًا في التقليل من شدة النوبات، من خلال النوم المنتظم والتغذية الصحية وتقليل التوتر وتجنب المحفزات المعروفة لكل مريض. أما المسكنات المسموح بها فتشمل الباراسيتامول والإيبوبروفين والأسبرين، بالإضافة إلى أدوية التريبتانات مثل سوماتريبتان تحت إشراف طبي، ويجب تجنب الإفراط في استخدام المسكنات لتفادي صداع ارتدادي أو مشاكل صحية أخرى.

تظهر الإحصاءات العالمية أن حوالي مليار شخص يعانون من الصداع النصفي، أي نحو 15% من البالغين، نقلاً عن منظمة الصحة العالمية لعام 2025. أما في لبنان، فقد أظهرت دراسة نشرت في Frontiers in Neurology لعام 2025 أن حوالي 18 إلى 20% من البالغين يعانون من الصداع النصفي بنمط متكرر، مع ارتفاع النسبة بين النساء. وتشير الدراسات إلى أن حوالي 30% من المرضى لا يحصلون على تشخيص مناسب، مما يزيد من تأثير المرض على الحياة اليومية والعمل ويجعل التوعية والتشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية.

يؤدي الصداع النصفي إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة الغياب عن العمل، نقلاً عن منظمة الصحة العالمية لعام 2025، ويشكل ضغطًا على النظام الصحي بسبب الحاجة المستمرة للمتابعة والعلاج. كما أن الألم المزمن والإرهاق النفسي الناتج عن النوبات المتكررة يؤثر على العلاقات الأسرية والاجتماعية، مما يزيد من التوترات داخل المجتمع ويجعل المرض تحديًا متعدد الأبعاد لا يقتصر على الجانب الصحي فقط.

تشمل الوقاية والتوصيات تشجيع المرضى على التشخيص المبكر للصداع النصفي واتباع نمط حياة صحي يقلل من التعرض للمحفزات المعروفة. ويجب توفير العلاج الطبي والمتابعة الدورية لتقليل شدّة النوبات وتحسين جودة الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى أمرًا ضروريًا لتخفيف التوتر والضغط النفسي المصاحب للمرض والمساعدة في التعامل مع الأعراض بشكل فعال.

شارك المقال