هل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية هي من اخترع بيتكوين؟

أثار تاكر كارلسون، المذيع الأميركي السابق في قناة "فوكس نيوز"، الجدل بتصريحه الذي أفاد اعتقاده أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) قد تكون الجهة التي تقف وراء إنشاء عملة البيتكوين.

وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها كارلسون في فعالية نظمتها منظمة "ترايدينغ بوينت يو أس آي" بجامعة أنديانا، حيث أشار إلى أن الغموض المحيط بهوية مؤسس البيتكوين يثير لديه شكوكاً عميقة، معلقا أنه لا يوجد أحد باستطاعته أن يشرح من هو ساتوشي، مؤسس البيتكوين، مؤكدا أن ساتوشي رجل غامض يُقال أنه توفي، لكن لا أحد يعرف من كان فعلاً.

وأضاف كارلسون، أنه نشأ في واشنطن العاصمة في عائلة تعمل في الحكومة، ولهذا السبب، فإن وكالة الاستخبارات المركزية هي "تخمينه" الشخصي للجهة التي تقف وراء تأسيس البيتكوين. مشيرا أنه لا يستطيع إثبات ذلك، لكن أثار استغرابه مطالبة الناس بالاستثمار في شيء مؤسسه مجهول ويمتلك مليارات الدولارات من عملات بيتكوين غير المستخدمة.

في السياق نفسه، أوضح كارلسون أن هذا السؤال لا يملك أحد إجابة واضحة عنه، حتى بين أكبر المستثمرين في البيتكوين، مشدداً على أن هوية المؤسس مسألة لا يمكن تجاهلها.

من جهتها، تواصل بيتكوين تصدّر المشهد المالي العالمي بصفتها العملة الرقمية الأكبر من حيث القيمة السوقية، محافظًة على اهتمام المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حدّ سواء.

ومع ذلك، فإن الأداء الأخير يعكس حالة من التقلب الحاد والميل إلى التصحيح بعد موجة ارتفاعات قوية شهدها السوق خلال الأشهر الماضية.

ويتم تداول بيتكوين حاليًا عند نحو 109,796 دولار ، مسجّلة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.13 بالمئة مقارنة بالإغلاق السابق، بعد أن تراوح خلال اليوم بين 106,779 دولار و 110,278 دولار.

كما أشارت إليه بيانات"ترايدينغ فيو"، و"ماركيتينغ ووتش"، أنه بالرغم من هذا الاستقرار النسبي في المدى القصير، فقد تراجع سعر العملة بنحو 8 بالمئة خلال الشهر الأخير، في حين ما زال يحتفظ بمكاسب سنوية تتجاوز نسبتها 60 بالمئة خلال الاثني عشر شهرًا الماضية.

ويعود جزء كبير من الزخم الإيجابي لبيتكوين إلى تزايد تدفقات رؤوس الأموال المؤسسية، خصوصًا عبر صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالأصل الرقمي، إذ ساهمت هذه الصناديق في تعزيز الثقة بالسوق ورفعت الطلب على العملة في الأسواق الغربية.

في المقابل، أشار التحليل الفني إلى بروز إشارات حذر، من بينها ما يُعرف بـ "دث كروس"، وهي ظاهرة تحدث عندما ينخفض المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا دون المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم، والذي يعدّ إشارة سلبية محتملة تدل على احتمال تصحيح إضافي في المدى المتوسط.

ورغم التحذيرات الفنية، لا يزال عدد من المستثمرين ينظر إلى البيتكوين كملاذ رقمي بديل في مواجهة التضخم وضعف العملات التقليدية، خصوصًا في ظل سياسات نقدية متقلبة، وتزايد عدم اليقين الجيوسياسي، إذ أن هذا الدور المتنامي كالذهب الرقمي، جعل منه أحد أبرز الأصول التي تشهد تزايدًا في التداول عبر المنصات العالمية.

وتواجه العملة تحديات متعددة، أبرزها التقلب المفرط الذي يرفع منسوب المخاطر على المدى القصير، إضافة إلى الضغوط التنظيمية المتنامية في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي.

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه التشريعات، إن وُضعت بمرونة، قد تسهم في تعزيز الشفافية والإستقرار وجذب المزيد من المستثمرين المؤسسيين.