لبنان على مفترق طرق... كرامي يحذر من المخاطر السياسية والأمنية

رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي (الوكالة الوطنية للإعلام)
شدّد رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي على أنّ لبنان يمرّ اليوم بمرحلة سياسية وأمنية دقيقة، معتبراً أنّ الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة والإغتيالات جزء من المشهد الخطير الذي يعيشه لبنان، مضيفاً أنّ البلاد إنتقلت من مرحلة الهدنة إلى مرحلة القرارات الدولية غير المنفّذة مثل القرار 425، 1559، و1701، مع إلتزام لبنان ببنود معينة دون تنفيذ الباقي.
وأشار كرامي خلال عشاء تكريمي أقامه المهندس طارق كيلاني وناصر كيلاني والشيخ عثمان الريداني في مطعم "سانتوريني" بطرابلس، إلى محاولات بعض الأطراف جرّ لبنان إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مؤكداً أنّ هذا الأمر يعني التنازل عن الأرض ومرفوض كلياً، داعياً الدولة إلى إتخاذ موقف وطني ثابت.
كما شدّد على أنّ المبادئ التي يطرحها المجتمع الدولي اليوم، مثل إعادة الدولة إلى المسؤولية، مكافحة الفساد والهدر، وعودة لبنان إلى الحضن العربي، هي واجب وطني وليست مطالب خارجية، بما يخدم مصلحة الوطن.
الأوضاع الإقتصادية والمساعدات الدولية
تطرق كرامي إلى العلاقة بين المساعدات الدولية والسلاح، مؤكداً أنّ المشكلة الأساسية تكمن في غياب الإصلاحات التي وعدت بها الدولة ولم تُنفّذ، مشيراً إلى أنّ صندوق النقد الدولي أكّد ذلك للحكومة اللبنانية. وأوضح أنّ مجلس النواب لم يُقرّ بعد القوانين الإصلاحية المطلوبة، وبعضها شُوّه أو لم يُبحث.
وحذر من أنّ إستمرار لبنان في تقديم وعود غير قابلة للتطبيق للمجتمع الدولي سيؤدي إلى فقدان الثقة، مشيراً إلى أنّ العالم لم يعد يصدّق هذه الوعود وأن لبنان لن يكون أولوية في الدعم الدولي من دون خطوات إصلاحية عملية.
وأشار كرامي إلى أنّ لبنان اليوم أمام مفترق طرق، مع مراعاة الظروف الدقيقة في المنطقة، موضحاً أنّ التركيز الدولي يتجه حالياً نحو إعادة إعمار غزة وإستقرار سوريا، مما يجعل لبنان بحاجة ماسة للإستفادة من الفرص الحالية وتنفيذ الإصلاحات.
الموازنة وحقوق الشمال والمودعين
أعرب كرامي عن تضامنه مع موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري بخصوص الموازنة، مؤكدًا أنّه لن يقبل بموازنة لا تشمل إعادة إعمار الشمال والأبنية المتدهورة أو حماية حقوق المودعين.
وإنتقد الدولة على إجراء الإنتخابات البلدية دون تأمين الأموال للبلديات، ما وضعها في مواجهة مباشرة مع المواطنين، مستشهداً بتقارير قضائية عن تهريب عشرين مليار دولار بعد الأزمة المالية، فيما حصلت طرابلس والشمال على حصص ضئيلة.
وأكد أنّ المرحلة المقبلة والإنتخابات القادمة ستتمحور حول دعم حقوق طرابلس والمودعين، وأنه سيواجه أي محاولات من نواب ممولين من المصارف لتغطية تجاوزاتها، مشدداً على أنّ إنماء طرابلس يقوّي لبنان بأسره.
تعزيز التراث المحلي والتفاؤل بالمستقبل
عبّر كرامي عن إعتزازه بوجوده بين أبناء طرابلس، مشيداً بتراث المدينة ومطاعمها وصناعاتها التراثية التي تميّزها، مشيراً إلى أنّ أهل المدينة تجاوزوا العديد من الأزمات وحملات تشويه صورتها.
وأكد أنّ المرحلة المقبلة ستكون أفضل بالتعاون والتكامل من أجل مصلحة المدينة والوطن، مضيفاً أنّ المستقبل سيكون حتماً أفضل بإذن الله.
حضر العشاء شخصيات سياسية وإجتماعية وبلدية وإقتصادية، أبرزهم رئيس بلدية طرابلس الدكتور عبد الحميد كريمة وعقيلته، نائب الرئيس الدكتور خالد كبارة وعقيلته، أعضاء المجلس البلدي الدكتور محمد بكري وعقيلته، عادل عثمان، مدير الضمان الاجتماعي محمد الزكي، رؤساء المصالح في البلدية المهندسة عزة فتفت ومحمد الرطل، قائد الشرطة ورئيس ورش الطوارئ عزام الزيلع، ونواف العلي، رشا اليوسف، محمد جباخنجي، محمد أمون، محمد الرافعي، وإبراهيم الحولي.
